رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المملكة وخدمة الأشقاء السوريين

جاءت الصور الأخيرة لغرق مئات من اللاجئين السوريين "لأوروبا" من بينهم الصورة الشهيرة للطفل "أيلان كردي" تفضح الضمير العالمي وتكشف عن مزيد من الزيف والوعود لمن يزعمون أنهم أباطرة الحقوق وأنصار الإنسانية في كل مكان، هذا التعامل الفاضح الذي وجده آلاف السوريين الراغبين في اللجوء إلى دول أوروبا جعل كثيرا من وسائل الإعلام الأوروبية تحاول لفت الأنظار إلى صور أخرى، وكالعادة لم تجد إلا المملكة وجهودها الإنسانية، هذا الهجوم المتتابع جاء بشكل فاضح وغير مهني وينم عن جهل كبير بما قدمته المملكة للإخوة السوريين منذ اندلاع أزمتهم مع النظام.
والواقع أن المملكة لم تكن فعلا ترغب في الحديث عن جهودها في دعم "الأشقاء السوريين في محنتهم الطاحنة، لاعتبارات منطلقات دينية وأخلاقية، ولو أرادت المملكة استغلال هذه الجهود للدعاية السياسية أو الاستعراض الإعلامي لفعلت كما فعلت بعض الدول التي لا تقدم أعمالها إلا تحت أضواء الكاميرات، وحين يتوقف التصوير يعود كل شيء كما كان، لكن الأخلاق العربية الأصيلة ترفض ذلك رفضا قاطعا.
لقد تضمنت الحملة على المملكة اتهامات خاطئة ومضللة، وغذتها جهات معروفة بعدائها للمملكة، ولذا لا بد من الرجوع إلى لغة الأرقام التي توضح بما لا يقبل الشك أن المملكة استقبلت نحو مليونين ونصف المليون مواطن سوري، وأعطت الدولة تعليماتها منذ مطلع عام 2012 بالحرص على التعامل معهم كضيوف وبأريحية تامة لهم حرية الإقامة والتنقل، ولم يتم التعامل معهم كلاجئين، أو تضعهم في معسكرات لجوء، كما فعل الآخرون، كما منحت من أراد البقاء منهم في المملكة، الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين، بكل ما يترتب عليها من حقوق في الرعاية الصحية المجانية والانخراط في سوق العمل والتعليم، وفتحت المدارس والجامعات أبوابها لقبول الطلبة السوريين الزائرين للمملكة في مدارس التعليم العام، ووثقت الإحصائيات الرسمية قبول ما يزيد على 100 ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية، هذا في الداخل، أما خارج الحدود فلا أحد ينكر حملة "خادم الحرمين الشريفين لإغاثة اللاجئين السوريين" في الدول المجاورة في كل من الأردن ولبنان وتركيا. حيث قوافل الإغاثة اليومية وبناء آلاف المخيمات وإمدادها بكل ما تحتاج إليه من الغذاء، والدواء، والملبس، وكسوة الشتاء، ودعم جهود التعليم والرعاية الطبية وغيرها.
وتشير إحصائيات المؤتمر الدولي للمانحين المنعقد في مارس بالكويت إلى أن قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين بلغت نحو 700 مليون دولار، شملت المساعدات الحكومية، والحملة الشعبية التي انطلقت في عام 2012 باسم "الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سورية".
قدر المملكة أنها شامخة كالنخلة المثمرة وإن قذفها الأقزام بالحجارة ستبقى مثمرة للجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي