السوريون .. قمعهم الأسد فاحتضنتهم السعودية

منذ بداية الثورة الشعبية في سورية قبل ثلاث سنوات وقيام نظام الأسد بقمع المتظاهرين ومطاردتهم وقتلهم .. بادرت السعودية باستيعاب المصابين والمكلومين والنازحين والهاربين حتى بلغت الأعداد التي تم استيعابها في السعودية أكثر من مليونين ونصف المليون مواطن سوري.
ولقد أصدرت حكومة المملكة قرارات مميزة تعطي للأشقاء السوريين حقوقا كثيرة منها حق العمل وحق التعليم وحق العلاج مثلهم مثل جميع المواطنين.
وفي هذه الأيام تقوم الآلة الإعلامية الغربية بالتهليل والتكبير لتوزيع 100 ألف لاجئ سوري على كل دول أوروبا، ولم تهدأ الآلة الإعلامية الغربية وهي تتحدث عن إنسانيات وحضارة هذه الدول.
ورغم أنهم فقط 100 ألف على 12 دولة أوروبية .. إلا أن الآلة الغربية الإعلامية تتحدث عن المبادرة الإنسانية الأوروبية وكأنها الأولى من نوعها على مستوى العالم، وتقدم أوروبا كمجموعة دول حضارية وإنسانية تغيث المكلومين والمنكوبين من العرب والمسلمين.
ولكن السعودية دأبت على القيام بالواجب تجاه الأشقاء دون طبل وتزمير، بل تقدم السعودية واجب أعمالها الإنسانية على أساس أنه واجب ديني وإسلامي مقدس تجاه الأشقاء ولا يحتاج إلى معيرة ومنة ومباهاة.
والواقع أن البيان الذي صدر أخيرا من وزارة الخارجية كان يجب أن يصدر قبل الأمس حتى لا تطغى آلة الإعلام الغربي وتقدم الغرب على أنه الوحيد الذي تعاطف مع اللاجئين السوريين، علما بأن السعودية ــ كما أشرنا ــ هي أول دولة قدمت كل ألوان وأشكال الإغاثة والمساعدة إلى الأشقاء السوريين.
صحيح أن السعودية لم تكن ترغب في الحديث عن جهودها في دعم الأشقاء السوريين في محنتهم الطاحنة، لأنها ومنذ بداية الأزمة تعاملت مع هذا الموضوع من منطلقات دينية وإنسانية بحتة، وليس لغرض التباهي أو الاستعراض الإعلامي، إلا أنه رأت أخيرا أهمية توضيح هذه الجهود بالحقائق والأرقام ردا على التقارير الإعلامية المغرضة وما تضمنته من اتهامات خاطئة ومضللة عن المملكة.
إن الإجراءات التي اتخذتها المملكة تمثلت في استقبال ما يقارب مليونين ونصف المليون مواطن سوري، وحرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين، ولم تضعهم في معسكرات اللاجئين، حفاظا على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامة، ومنحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة الذين يبلغون مئات الألوف، الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين، بكل ما يترتب عليها من حقوق في الرعاية الصحية المجانية والانخراط في سوق العمل والتعليم، حيث تجلى ذلك بوضوح في الأمر الملكي الصادر في عام 2012، الذي اشتمل على قبول الطلبة السوريين الزائرين للمملكة في مدارس التعليم العام، التي احتضنت ما يزيد على 100 ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية.
إن جهود المملكة لم تقتصر على استقبال واستضافة الأشقاء السوريين بعد مأساتهم الإنسانية من نظام فاشي استبدادي ظالم، بل امتدت جهودها لتشمل دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين إلى الدول المجاورة لوطنهم في كل من الأردن ولبنان وغيرهما من الدول. واشتملت الجهود على تقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع حكومات الدول المضيفة لهم، وكذلك مع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية، سواء من خلال الدعم المادي أو العيني
إن قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين بلغت نحو 700 مليون دولار، وذلك حسب إحصائيات المؤتمر الدولي الثالث للمانحين، المنعقد في الكويت بتاريخ 31 آذار (مارس) 2015 لدعم الوضع الإنساني في سورية، كذلك قامت حكومة المملكة بدعم الحملة الشعبية التي انطلقت في عام 2012 باسم الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سورية.
ولقد اشتملت المساعدات الإنسانية على تقديم المواد الغذائية والصحية والإيوائية والتعليمية، بما في ذلك إقامة عيادات سعودية تخصصية في مخيمات مختلفة للاجئين أهمها مخيم الزعتري في الأردن، وفي مخيمات المعابر الحدودية، تمكنت ولله الحمد من توفير الرعاية الطبية المتمثلة في تقديم اللقاحات والعلاجات الوقائية، وإجراء العمليات الجراحية. علاوة على تكفلها بحملات مختصة بإيواء عدد كبير من الأسر السورية ذات الحالات الإنسانية في كل من لبنان وسورية.
هذا غيض من فيض قامت به حكومة السعودية لمساعدة ودعم أشقائها في سورية سواء كانت مساعدات في داخل المملكة أو في خارجها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي