بداية متعثرة للعام الدراسي

كالعادة، يبدأ العام الدراسي في كل سنة وتتكرر معه أزمة تأخير تسليم الكتب الدراسية لبعض المدارس والمراحل الدراسية، وتشعر معه أن موعد العام الدراسي يفاجئ وزارة التعليم، ويتم الإعلان عنه بغتة، ولم يكن معروفا سلفا للمسؤولين في الوزارة.
العام الدراسي معروف وقته، ومحدد مسبقا من سنوات، والمناهج لم تتغير، وهي ذاتها التي تمت دراستها في العام السابق، ومع ذلك أزمة توزيع الكتب تتكرر، والأخطاء تتوالى، ولا يمكن تداركها رغم سهولتها وبساطتها.. ويبقى السؤال قائما ومكررا في كل عام "لِم لم يتم توفير الكتب الدراسية من وقت مبكر؟".
الوزارة تتحدث عن تطوير شامل مقبل في قطاع التعليم، ومنه الاستعانة بالكتب الرقمية بدلا عن الكتب الورقية التي يتم استخدامها حاليا، ولكننا عندما نشاهد أخطاءنا البسيطة تتكرر كل عام ولا يمكن تلافيها رغم سهولة السيطرة عليها، نقول في أنفسنا "عساها بحملها تثور"، ليتنا نتقن الأساسيات في التعليم قبل التفكير في التطوير.
القصور لم يَطُل التأخر في توزيع الكتب الدراسية مع مطلع العام الدراسي الحالي، بل أيضا طال صيانة المدارس، التي لم يهيأ بعضها ولم تكن جاهزة لاستقبال الطلاب والطالبات كما حدث في بعض المدارس من عطل في المكيفات ودخول الطلاب والطالبات الصفوف من دون وسائل تكييف رغم شدة الحرارة التي تعانيها السعودية في مثل هذه الأيام، الأمر الذي دفع المعلمات في بعض المدارس إلى "القطة" لإصلاح المكيفات ــ كما أطلعتنا عليه بعض الصحف ــ وهو أمر يشكرن عليه.
لا شك أن التعليم في السعودية عانى كثيرا في السنوات الماضية، وعملية الإصلاح لا تأتي في يوم وليلة، والوزارة الجديدة ممثلة في الوزير "النشط" عزام الدخيل ورثت تركة ثقيلة ولا يمكن أن نتعجل ونطالبها بإصلاح "الكوارث" في قطاع التعليم في وقت وجيز، ولكن التقصير في أمور بسيطة كتسليم الكتب الدراسية في وقتها وتهيئة المدارس لاستقبال الطلاب لا يمكن قبوله.
"التعليم" كما "الصحة" مرتبطان ارتباطا رئيسا بحياة المواطنين، وكل قصور يطول الوزارتين لا شك أن ضرره سيطول الجميع، ومن هنا يكون النقد قاسيا أحيانا، والآمال عريضة، والمطالب كبيرة، والقصور والتقاعس لا يمكن القبول به.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي