رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


السوبر والهوية

بعد أن نبارك للهلال الفوز المستحق بالسوبر السعودي في لندن أمام شقيقه النصر نتساءل: هل نجحت الفكرة، وهل قدمت المباراة الهوية السعودية كما نُحب، وشاهدها من وصل إليه البث الفضائي للمباراة كما نرغب ونريد؟ بكل تأكيد لم نر من هذا شيئا والنجاح الذي يتم الحديث عنه ويُقدم كان المبلغ المادي والعائد الكبير فقط، بينما أخفق اتحاد القدم السعودي في تقديم فعاليات مصاحبة كان من الممكن أن تكون نواة للتعريف والتباهي بحب ومكانة هذا الوطن ومكتسباته البشرية والتنموية قبل المباراة بيوم أو يومين يتم الإعداد لها والتنسيق مع قدرات إعلامية وثقافية شابة تصنع وجها مشرقا شوهه البعض بفعل التموجات التي تمر بها المنطقة.
الرياضة ثقافة وجزء من المكون الأخلاقي للشعوب وهذا ما يجب أن يعرفه القائمون على اللعبة في الاتحاد السعودي، فليس المستطيل الأخضر وما يجري عليه هو نهاية الحكاية؛ ولذا فالتنسيق الضعيف مع الجهات المعنية بالشباب والثقافة داخليا وخارجيا كان سببا في هذا الارتباك الحاصل، وعدم رضا البعض عما تم تقديمه؛ فقبل يومين فقط من بداية المباراة كان الدكتور طلال الطريفي يقدم محاضرة عن دعم وعلاقة الملك عبدالعزيز للأحواز العربية بمكان لا يبعد عن الملعب كثيرا، فلو كان هناك بُعد في غرس المفاهيم لتم جعلها نواة ليوم أو يومين سعوديين في لندن بفعاليات مصاحبة من عدة جهات باستطاعتها أن تقوم بذلك بكل جودة واقتدار، وفكرة المعارض الثقافية ليست بدعا جديدا فكم رأينا وسمعنا أثرها ولرعاية الشباب بهذا سبق جميل ومميز؛ فكيف تم تناسيه والتغافل عنه؟ يجب ألا يكون التفكير في الكسب المادي هو محور الحراك وهدفه الأوحد.
أمر آخر، هل يسوغ إقامة اللقاء في أرض غير سعودية أن يتم تناسي وترك الأنظمة المعمول بها في الداخل خاصة أن الملعب تم استئجاره من قبل اتحاد القدم السعودي؟ فله كامل الحق والصلاحية في التعميم والتوضيح لمن سيحضر بأن المباراة تعكس هوية المجتمع السعودي وثقافته؛ لذا فتسري عليها الأنظمة والنظام المتبع داخليا، فهل تغير شيء واستجد ما يجعل الممنوع في الداخل مسموحا ومتاحا خارج الحدود؟ وهذه تحتاج إلى وقفة؛ فدخول البعض بشكل لا يعكس الهوية السعودية أمر يُحسب على المنظم فالعمل على تلافي هذه الأخطاء أمر مهم لاستمرار إقامتها خارج الوطن وإلا فالملاعب هنا أجمل وأكثر استيعابا وأقل تكلفة، فدعوا لعبة الفقراء لهم واستمتعوا بسواها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي