رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سوبر الخيارات الصعبة

إذا كانت الأمور تبدو أقل ضبابية على القائمة الأساسية التي سيدخل بها بطل الدوري مواجهة السوبر, فاليوناني دونيس مدرب أبطال الكأس أمام خيارات صعبة في منطقة منتصف الميدان وكنبة البدلاء.
..وعندما يؤمن المرء بأنه أمام خيارات صعبة, فإنه يتروى ويعيد التفكير كثيرا قبل اتخاذ أي قرار, ولذلك ستكون ليلة المباراة واحدة من أطول الليالي على ابن بلاد الفلاسفة.
يروج مصطلح "الخيارات الصعبة", في دواوين الساسة أكثر من الرياضة, والساسة الأذكياء طوال التاريخ, لم يكابروا أمام جدار "الخيارات الصعبة", وعرفوا تماما أنهم عندما يطأون حدوده سيكونون مضطرين إلى تقديم تنازلات ما, أو يُقدمون على مغامرات لا وسطية فيها, إما حياة جديدة, وجهها الآخر نهاية مميتة.
..الأخبار الواردة من معسكر الهلال في أوروبا, تشير إلى أن دونيس سعيد بلاعبيه الأجنبيين, ويعول عليهما كثيرا في الموسم بكامله, وسعيد بعودة الشاب الموهوب محمد القرني, ويشعر بقلق من جراء غياب كريري عن أي لقاء ودي ومغادرته المعسكر البارحة, ووقف سالم الدوسري تحديدا, ولا يعرف على من سيعتمد في منطقة المحور. هل يغامر بمشاركة كريري فيما لو عاد إلى لندن؟ أم يعتمد على الشاب القرني وإن فعل فمن سيكون إلى جواره؟ وإن كان الخيار الفرج فمن سيلعب في الوسط الأيسر؟ وإن كان الشلهوب فمن سيبقى على دكة البدلاء ويحدث فارقا في الوقت المناسب؟ وربما يكون درويش فمن هو بديل سالم؟ دونيس أمام خيارات صعبة, إن عدلها من جهة نقصت من الجهة الأخرى, وفي النهاية لا بد أن يتقدم ويختار حلا من قائمة الخيارات الصعبة, وأظنه سيلعب بمحورين للمرة الأولى بجانب بعضهما. ليس كل هذا ما يحاصر دونيس, بل إن الرجل سيعاني كثيرا عندما يلتفت إلى الجالسين جواره طلبا للعون في أي لحظة من المباراة.
على الجهة الأخرى, الأمور أقل صعوبة على داسيلفا إلا إذا فقد مدافعا أساسيا أثناء المباراة أو قبلها, وأظن هذا كابوس حقيقي دهم صحوه ومنامه في الأيام الفائتة. وداسيلفا ذاته مدرب لا تتوقع منه مفاجآت أو خبثا كرويا, مدرب يسير على الكتالوج بالضبط, وأي حدث خارجه يبعثر أوراقه والشواهد قريبة من الذاكرة لم تمحَ بعد, وطوال تاريخه في الديربي العاصمي لم يكن جرئيا, وإن لم يكن جريئا ذاك المساء اللندني فلن يكون بعد.
..في السوبر المنتظر, لأول مرة سنشاهد الهلال والنصر وجها لوجه دون حضور مسبق يكشف الأوراق ويمنح فرصة تعديل الهنات, هذا يعني أن الأخطاء ستحضر في الجانبين, وأن التركيز الذهني ليس في أعلى درجاته, وربما تكون واحدة من مواجهات الفريقين النادرة التي لا تتصف بالحذر المبالغ فيه, وسيسمح هذا بأهداف أكثر في المرميين تتفوق على كل نتائج مبارياتهما خلال العامين الآخرين, وفي النهاية أتوقع أن تحسم بركلات الترجيح.
في كل مكان في العالم, ينظر إلى مواجهة السوبر, مباراة تسويقية للموسم, تستعرض فيها الاتحادات المحلية كل أذرعها, وما دامت كذلك, أقترح على رئيسي الناديين, أن يقفا في الممر الموصل إلى الملعب ويصافحا لاعبيهما قبل البداية ويقولان لهم: "استمتعوا بكرة القدم, وأمتعوا الجالسين على المدرجات وخلف الشاشات, إنها مباراة ودية استعراضية تسويقية ليست مقياسا لما هو آت".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي