رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«الشؤون القروية» .. ومشاريع البنية التحتية

ما من شك أن الخدمات التي تقوم بها الأمانات والبلديات في كل أنحاء العالم خدمات جليلة ومهمة بدءا من تخطيط المدينة إلى نظافتها وتنسيقها وإنارة شوارعها وتوفير الحدائق العامة وغيرها من الخدمات التي لا يتسع المقام لذكرها.
أعمال الأمانات والبلديات تتقاطع مع مشاريع جهات أخرى كالمياه والكهرباء والهاتف والصرف الصحي، وهذا التقاطع يوجد كثيرا من الإزعاج للقاطنين في أي حي من الأحياء مهما كان مستوى الحي وموقعه حتى أن المرء المقتدر يجتهد في البحث عن حي تتوافر فيه الراحة ويخلو من إزعاج عمليات توفير الخدمات ومع ما يبذله من جهد ومال إلا أنه يفاجأ أنه لا مناص، من يكابد ويعاني من أصوات الحفريات والحفر والمطبات التي تأتي تباعا بفعل سوء إعادة الشارع إلى وضعه الأساس وذلك إما لعدم اهتمام الجهة التي قدمت خدمة الماء أو الكهرباء أو الهاتف أو غيرها أو لضعف الرقابة من البلدية أو الأمانة التي يفترض أن تستلم الشارع كما كان.
هذا الوضع يتكرر في مدننا وشوارعنا وأحيائنا على سعة جغرافية الوطن ولم أقابل أحدا من أي منطقة أو مدينة إلا ولديه الشكوى ذاتها، أنا أعلم أن هناك إدارات تنسيق في الأمانات والبلديات لكن دورها لا يظهر في الميدان إذ تتم سفلتة الشارع اليوم ولا يكمل الأسبوع إلا وقد بدأ الحفر لتبدأ عمليات الإزعاج والمعاناة ومن ثم عمليات الترقيع والتشويه للشارع مع ما يعنيه ذلك من مال عام ينفق في غير محله وما أحوجنا أن نضعه في أماكنه الصحيحة.
أعلم أني أتناول موضوعا يفترض تناوله من قبل المتخصصين لكن عين المواطن الحريص يمكنها أن تكتشف الممارسة الخاطئة بلا تخصص، فعلى سبيل المثال لا الحصر لهذه الممارسات: طريق الملك فهد وتحديدا الجزيرة التي تتوسطه تم تغيير قطعها الخرسانية عدة مرات لأنها تتشقق ومن ثم تتكسر ليتم استبدالها، مع ما يعنيه ذلك من إرباك لحركة المرور، وإنفاق في غير محله، والسبب أنه لا أحد تساءل لماذا تتشقق الخرسانة الضخمة وتتكسر؟
السبب وبلا شك الماء الذي تسقى به النباتات التي تزرع في الجزيرة، وقد يتبادر للقارئ الكريم أني أقترح عدم زراعتها، وتركها جرداء، وبالطبع ليس هذا حلا، بل الحل أن نختار نباتات أقل استهلاكا للماء، إضافة إلى أن تكون من النباتات قصيرة الجذور، وهذا خلاف الواقع، إذ تصر الأمانة على غرس نخيل الواشنطونين، وبطبيعة الحال ستتمدد الجذور لتسهم في تشقق القطع الخرسانية، كما أن صغر مساحة الجزيرة، وعدم توافر قنوات تصريف للماء الزائد، كلها عوامل تسهم في سرعة تكسر، وخراب الحواجز الخرسانية لتبدأ عملية الإزعاج والإنفاق من جديد.
مما لاحظته في أكثر من مدينة إقدام الأمانات، والبلديات على تغيير إنارة الشوارع بكاملها من القواعد، والأعمدة، واللمبات، والغريب أنه لا اختلاف بينها، وبين القديمة، لا في شكلها، ولا في مواقعها، إذ لا يختلف موقع العمود الأول عن الثاني، ولعلي أحدد المكان، وهو شارع الأمير عبدالعزيز بن ثنيان في حي النخيل الغربي، وكم كنت أتمنى لو أن المبلغ الذي صرف على هذا المشروع صرف على مشروع آخر، كإعادة سفلتة لشارع آخر، أو إنارة شارع مظلم في نفس المدينة، أو مدينة أخرى.
قدر لي أن أقضي إجازة عيد الفطر المبارك في إحدى مدن بلادنا العزيزة وشاهدت نفس الممارسة إذ تستبدل إنارة طريق يمتد لكيلوات بإنارة مشابهة على الاختلاف في لون العمود القديم لون أسمنتي والجديدة بيج لكن نفس الارتفاع ونفس الامتداد الأفقي والقواعد متجاورة في حين أنه يوجد في نفس المدينة شوارع متهالكة في أرصفتها وفي الطبقة الإسفلتية ويخجل المرء أن يرى ذلك في المملكة فكيف بأن يكون في تلك المدينة إذ الأولى أن تصرف الأموال لإصلاح المدمر لا استبدال الإنارات السليمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي