تسويق قدرات الوطن مسؤولية من؟

قبل سنوات دعوت مجموعة من أعضاء "منظمة الرؤساء الشباب" للقاء تعريفي عن مملكتنا الحبيبة في مدينة لندن على شرف عمر الدباغ. في اللقاء أبدع الدباغ في "التسويق" المتميز لمملكتنا، وما زلت أتذكر حديثا جانبيا معه يشرح لي الجهود التي بذلوها للتعرف على الآلية التي يقاس بها مستوى التنافسية في سهولة ممارسة الأعمال، وكانت الأحاديث الجانبية بين الأعضاء في ذلك اللقاء تناقش الملكات التسويقية الشخصية التي يمتلكها وكيفية استخدامه لها للتعريف المتميز لوطننا.
مقالي اليوم ليس له علاقة بالهيئة العامة للاستثمار بل عن أهمية التسويق بشكل عام للتعرف أولا ومن ثم إيصال الرسالة الملائمة للهدف ولاحقا التعرف على التأثير الذي حققته وذلك من خلال بناء الرسالة المؤثرة اعتمادا على الدراسات الاستقصائية وقياس البيانات والتي من خلالها تحدد الأموال والجهود اللازمة لتنفيد تلك الرسالة.
في عدد سابق لجريدة الحياة بعنوان "الجامعات السعودية تغيب عن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم! غرد الكثير من المغردين في "تويتر" انتقادا لجامعاتنا ومستوياتها!
ألم تستوقفكم رسالة من وزارة التجارة توضح الوقت اللازم لإصدار السجل التجاري هو 180 ثانية، والكثير من الرسائل الإيجابية التي عملت الوزارة على بنائها لتغيير وجهة نظر المواطنين نحو الخدمات التي تقدمها.
التسويق كمبدأ يمكن استخدامه لأي منتج ولجأ كثير من الدول لاستخدامه بطرق مختلفة لبناء صورة متميزة عن دولهم.
واسمحوا لي أن أطرح تساؤلا: ألا نملك الكثير كوطن يجب أن نعرِّف العالم به بديلا للصورة القاتمة؟
وقبل أن أجيب أشارككم حديثا بيني وبين إخصائية ألمانية تعالجني وأنا أكتب مقالي "سألتني من أين أنت؟ وأجبت السعودية وأردفت إجابتي بتساؤل: أتعلمين أين هي؟ أجابتني نعم بالقرب من دبي".
وأجابتني على تساؤلي من خلال طرح الأمثلة التالية:
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن جامعة متميزة خرّجت الكثير من قياديي اثنتين من الشركات العالمية أرامكو السعودية وسابك، هل يمكن ألا تكون من أفضل 500 جامعة في العالم؟
منظومة التعاملات الإلكترونية لوزارة الداخلية وتطورها اللافت للنظر في سبيل تسهيل إنجاز معاملات المواطنين بكل يسر، ألا يمكن الاستفادة منها في بناء صورة تعكس التطور الإلكتروني الذي نعيشه ونلمسه؟
أنظمة وإجراءات العمل المطبقة في الهيئة الملكية للجبيل ألا يستحق أن تكون مضرب مثل لأفضل آليات الإدارة؟
التطور في استخدام التقنية الإلكترونية لتعاملات الصناعيين مع هيئة المدن الصناعية وتميزه ألا يمكن أن يكون فنا يتعلم منه؟
وهناك الكثير من الأمثلة التي يصعب تعدادها يمكننا استخدامها لبناء صورة متميزة لوطننا لدينا كمواطنين ولإخوة يعيشون بيننا أو لرسم خطط تسويقية نسوق بها وطننا للعالم.
بناء ورسم الصورة التسويقية لوطننا داخليا وخارجيا يتطلب وجود جهة تعمل على تحقيقه، من تكون تلك الجهة هو الجواب الذي أتمنى صدوره من مجلس الاقتصاد والتنمية.