رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تاريخ تذبذب سوق السيارات الكهربائية

وجهت ضربة للسيارة الكهربائية حين بدأ هنري فورد في عام 1908 بالإنتاج الضخم لنموذج T وهي السيارات التي تعمل بالبنزين ومتوافرة على نطاق واسع وبأسعار معقولة. وبحلول عام 1912، كلفت سيارة البنزين فقط 650 دولارا في حين أن قرينتها من السيارات الكهربائية تباع بـ 1750 دولارا. في ذلك العام نفسه، قدم تشارلز كيترينج نظام بدء التشغيل الكهربائي، ما يلغي الحاجة لكرنك التشغيل اليدوي، مما أدى إلى مزيد من مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين.
وقد أسهمت التطورات الأخرى أيضا إلى تراجع السيارة الكهربائية، حيث كانت الولايات المتحدة قد أقرت نظاما أفضل للطرق لربط المدن في العشرينيات من القرن العشرين. ومع اكتشاف النفط الخام في تكساس، أصبح الغاز رخيصا ومتاحا بسهولة للأمريكيين في المناطق الريفية، وبدأت محطات الوقود تظهر في جميع أنحاء البلاد. وفي المقابل، كان من الصعب جدا الحصول على الكهرباء خارج المدن في ذلك الوقت. وبحلول عام 1935 اختفت السيارات الكهربائية من الطرقات.
وعلى مدى 30 سنة المقبلة أو نحو ذلك، دخلت السيارات الكهربائية نوعا من العصور المظلمة في التقدم قليلا مع هذه التكنولوجيا. ومع وفرة البنزين ورخص أسعاره واستمرار التحسين في محرك الاحتراق الداخلي أصبح من غير المعقول الطلب أو البحث على مركبات بديلة.
في أواخر الستينيات وفي وقت مبكر من السبعينيات من القرن العشرين، كان ارتفاع أسعار النفط ونقص البنزين ــــ وبلغ الأمر ذروته مع الحظر النفطي العربي/ السعودي عام 1973 ـــ فكان لازما تزايد الاهتمام في خفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي وإيجاد مصادر محلية للوقود. وأصدر الكونجرس الأمريكي قانونا عام 1976 يخول وزارة الطاقة لدعم البحث والتطوير في مجال السيارات الكهربائية والهجينة.
في هذا الوقت نفسه، بدأ عديد من شركات صناعة السيارات الكبيرة والصغيرة في استكشاف خيارات لمركبات الوقود البديل، بما في ذلك السيارات الكهربائية. على سبيل المثال، طرحت شركة جنرال موتورز نموذجا أوليا لسيارة كهربائية حضرية وتم عرضه في ندوة تهتم بشؤون حماية البيئة وانخفاض التلوث في عام 1973، وأنتجت الشركة الأمريكية للسيارات "جيب" الكهربائية واستخدمت في دائرة بريد الولايات المتحدة عام 1975. بل ساعدت وكالة ناسا في تسليط الضوء على السيارة الكهربائية عندما تمكنت من صنع وقيادة أول مركبة كهربائية قمرية مأهولة على سطح القمر في عام 1971.
ومع ذلك، فإن المركبات المطورة والمنتجة في السبعينيات من القرن العشرين كانت لا تزال تعاني عيوبا مقارنة بالسيارات التي تعمل بالبنزين. كانت السيارات الكهربائية خلال هذا الوقت محدودة الأداء ـــ عادة ما تصل سرعتها إلى 45 ميلا في الساعة ـــ ومداها يقتصر على 40 ميلا قبل أن تحتاج إلى إعادة شحنها.
مع ضعف هذا الأداء بدأ الاهتمام بالسيارات الكهربائية بالخفوت. لكن الأنظمة الجديدة بدأت في تغيير الأمور. في التسعينيات من القرن العشرين بدءا بتطبيق قانون الهواء النظيف وتعديل سياسة الطاقة، إضافة إلى لوائح انبعاثات وسائل النقل الجديدة الصادرة عن مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا، حيث ساعد على تجدد الاهتمام بالسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.
خلال هذا الوقت، بدأت شركات صناعة السيارات تعديل بعض نماذج سياراتها المشهورة إلى السيارات الكهربائية. وهذا يعني أن السيارات الكهربائية تحقق سرعة وأداء أقرب إلى المركبات التي تعمل بالبنزين، وكان كثير منها يصل مداها إلى 60 ميلا.
كانت إحدى السيارات الكهربائية الأكثر شهرة خلال هذه الفترة السيارة EV1 من صنع جنرال موتورز. فبدلا من تعديل النموذج الموجود، تم إعادة تصميم EV1 من الألف إلى الياء. واستطاعت من خلاله أن تحقق مدى 80 ميلا، والقدرة على التسارع من 0 إلى 50 ميلا في الساعة في سبع ثوان فقط، وسرعان ما اكتسبت إعجاب الجمهور. ولكن نظرا لارتفاع تكاليف الإنتاج، لم تكن EV1 أبدا مثالا قابلا للتطبيق تجاريا، وأوقفتها «جنرال موتورز» في عام 2001.
مع اقتصاد مزدهر، وطبقة وسطى متنامية وانخفاض أسعار الغاز في أواخر التسعينيات من القرن العشرين، لم يقلق الكثير من المستهلكين بشأن كفاءة السيارات في استهلاك الوقود. وعلى الرغم من أنه لم يهتم الكثير من الجمهور بالسيارات الكهربائية في ذاك الوقت، إلا أن العلماء والمهندسين ـــ بدعم من وزارة الطاقة ـــ كانوا يعملون لتحسين تكنولوجيا المركبات الكهربائية، بما في ذلك البطاريات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي