أنا متفائل.. كن كذلك
عملت السعودية مع المجتمع الدولي بكل طاقتها من أجل رتق الثوب العربي. كانت المهمة شبه مستحيلة. العالم العربي تعرض لأشرس هجمة. لا أحد يمكنه تحديد المصدر الرئيس لهذه الهجمة. عوامل داخلية وخارجية أفرزت واقعا مؤلما. لا يمكن إصلاح الكسر العربي بسهولة، لكن معطيات الواقع تقول إن مصر اليوم أفضل من مصر الأمس، واليمن اليوم تتهيأ لاستعادة جزء من أمنها، الذي عملت عاصفة الحزم باقتدار على إقراره. تبقى بؤر وجراح أخرى مفتوحة في ليبيا وسورية وسواهما.
من المؤكد أن قوى إقليمية ودولية تتحمل جانبا من مسؤولية إعادة ترتيب البيت العربي المتآكل. أصبح الكل مقتنعا أن الفوضى أعطت فرصا كثيرة للمتطرفين من داعش وجبهة النصرة والقاعدة وأطياف الغلو الشيعي الذي يلقى دعما مباشرا ومساندة من الضفة الأخرى للخليج العربي.
الصورة العربية بائسة، والذين يتعاطون السياسة من جيل الثورات العربية ليسوا قادرين على إدارة أنفسهم وعواطفهم، ناهيك عن تحمل مسؤولية شعوب كاملة. لقد جعل هذا الواقع قوى أخرى تستغل الأمر فأمعنت في تمزيق هذه الأوطان وتفتيت مؤسساتها العسكرية والمدنية.
لا يمكن لأحد أن يتصور إلى أين تتجه البوصلة في ليبيا ولا في سورية. لكننا نستشرف في المقابل مؤشرات ومبشرات في اليمن، كما استشرفنا واقعا جديدا مستقرا في مصر، وهذا ما كان.
إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية كان نواة مميزة، ونموذجا للتعاون والتضامن العربي. إذ إنه بقي صامدا رغم الأنواء التي أظهرتها الأحداث العربية القائمة منذ بداية الأحداث في تونس ومصر وسورية وليبيا واليمن.
أما الجامعة العربية فينتظرها الكثير من العمل لتفعيل القرارات التي تحقق المصالح الاقتصادية العربية.
إثراء المصالح الاقتصادية المتبادلة وإعطاؤها أولوية من شأنه أن يكرس عوامل اللقاء بين الأطراف العربية ويسهم في تقليص مشكلاتها.
هذا هو الخطاب الذي تتبناه السعودية ودول الخليج العربي، وسيفضي ـــ بإذن الله ـــ إلى الخير والسلام.