رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


بداية تاريخ السيارات الكهربائية

إنه من الصعب تحديد اختراع السيارة الكهربائية لمخترع واحد أو بلد ما. وفي الحقيقة لقد كانت سلسلة من الاختراعات والابتكارات المتتالية ــــ من البطارية إلى محرك كهربائي ــــ على مدار سنوات القرن الـ 19 الميلادي التي أدت إلى أول سيارة كهربائية على الطريق.
في الجزء الأول من هذا القرن، كان المبتكرون في المجر وهولندا والولايات المتحدة - بما في ذلك حداد من ولاية فيرمونت ـــ بدأ المفهوم عن سيارة تعمل بالبطارية بحجم اللعبة، وبدأ صنع بعض من أولى السيارات الكهربائية الصغيرة الحجم. وفي هذا الوقت نفسه وبينما كان روبرت أندرسون، وهو المخترع البريطاني، يطور أول عربة كهربائية خام. فقط في النصف الثاني من القرن الـ 19 استطاع المخترعان الفرنسي والإنجليزي صنع بعض من أولى السيارات الكهربائية العملية.
وهناك في الولايات المتحدة، قدمت أول سيارة كهربائية ناجحة لأول مرة في عام 1890 وذلك بفضل ويليام موريسون، الكيماوي الذي عاش في دي موين في ولاية أيوا. وكانت سيارته تتسع لستة ركاب وسرعتها القصوى 14 ميلا في الساعة أكثر قليلا من مثيلاتها من العربات المكهربة، ولكن ساهمت في إثارة الاهتمام بالسيارات الكهربائية.
بعد هذا الإنجاز وعلى مدى السنوات القليلة التالية، بدأت صناعة السيارات الكهربائية من شركات السيارات المختلفة وظهرت في جميع أنحاء مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، حتى تكون أسطول لسيارات الأجرة الكهربائية بأكثر من 60 سيارة. وبحلول عام 1900، كانت السيارات الكهربائية في أوجها، حيث كانت تمثل نحو ثلث جميع المركبات على الطريق. وقد استمر المصنعون في إظهار مبيعات قوية خلال السنوات العشر التالية.
ولفهم شعبية السيارات الكهربائية نحو عام 1900، فإنه من المهم أيضا أن نفهم تطوير السيارة الشخصية والخيارات الأخرى المتاحة. ففي مطلع القرن الـ 20، كان لا يزال الحصان الوسيلة الأساسية للنقل. ولكن حين أصبحت الحياة أكثر ازدهارا، بدأ التحول إلى السيارة المخترعة حديثا والمتوافرة بطرق تشغيل مختلفة فمنها التي تعمل بالبخار، أو البنزين أو حتى الكهربائية.
كان البخار مصدرا حقيقيا للطاقة ومجربا، بعد أن أثبت موثوقيته لإمداد المصانع والقطارات بالطاقة اللازمة. حيث اعتمدت بعض المركبات الأولية ذاتية الدفع على البخار في أواخر القرن الـ 18. لكن البخار لم يترسخ في تكنولوجيا السيارات حتى السبعينيات من القرن الـ 19. والسبب في هذا لأن البخار لم يكن عمليا جدا للمركبات الشخصية. فالمركبات البخارية تتطلب أوقاتا طويلة لبدء التشغيل ـــ أحيانا تصل إلى 45 دقيقة في الطقس البارد ـــ وستحتاج إلى إعادة ملئها بالماء، ما يحد من مداها.
كذلك هو الحال مع السيارات التي تعمل بالبنزين، حيث إنها تتطلب الكثير من الجهد اليدوي لقيادتها. حيث لم يكن تغيير التروس مهمة سهلة، وكانت بحاجة إلى أن تبدأ التشغيل مع الساعد اليدوي، ما يجعل من الصعب استخدامها للبعض. كما كانت تصدر أصواتا صاخبة، وكان العادم يبعث الدخان الملوث للبيئة باستمرار.
لم تكن السيارات الكهربائية لديها أي من المشكلات المرتبطة بالبخار أو البنزين. بل على العكس تماما حيث كانت هادئة، سهلة القيادة ودون انبعاثات ملوثة. وسرعان ما أصبحت لها شعبية مع السكان في المناطق الحضرية ــــ وخاصة عند النساء. كانت مثالية للرحلات القصيرة في جميع أنحاء المدينة، كما اكتسبت المزيد من الشعبية والشهرة حين بدأ الناس الحصول على الكهرباء في بداية القرن الـ 20 وأصبح من السهل شحن السيارات الكهربائية.
لاحظ كثير من المبدعين في ذلك الوقت ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية، وبدأوا باستكشاف سبل لتحسين هذه التكنولوجيا. على سبيل المثال، فرديناند بورشه، مؤسس شركة السيارات الرياضية التي تحمل الاسم نفسه، عرضت سيارة كهربائية تسمى P1 في عام 1898. وفي الوقت نفسه، صنعت أول سيارة كهربائية هجينة في العالم ـــ السيارة التي تعمل بالطاقة الكهربائية ومحرك الغاز. أيضا توماس أديسون، واحد من أبرز المخترعين في العالم، كان يتطلع لتكنولوجيا السيارات الكهربائية الفائقة وعمل على بناء أفضل بطاريات السيارة الكهربائية. حتى هنري فورد، الذي كان صديقا لأديسون، عقد شراكة مع أديسون لاستكشاف الخيارات المثلى لإنتاج سيارة كهربائية منخفضة التكلفة في عام 1914.
لقد كان لبداية تاريخ السيارات الكهربائية نجاح مثمر وتوقعات واعدة، لكن كغيرها من باقي التقنيات والاختراعات، تجرعت السيارات الكهربائية إخفاقات كبيرة جعلت التفوق حليف منافسيها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي