عندما يهان «الحذاء»
رشقت صحافية يمنية بحذائها القيادي حمزة الحوثي رئيس وفد "عصابة الحوثيين"، أثناء مؤتمر صحافي على هامش مشاورات السلام اليمنية في جنيف، وبزعمي أنها أرادت توجيه رسالة للمجتمع الدولي ولحكومة بلادها الشرعية قالت فيها "إن أفضل طريقة للتحاور مع القتلة والمجرمين هو الضرب بالجزم إن لم يكن الرصاص متوافرا".
الصحافية ذكرى العراسي لم تكتف برشق الحوثي بالحذاء، بل انهالت عليه "شتما" وقدحا ووصفت جماعته بالمجرمة قاتلة الأطفال والنساء، قبل أن تعلن تنازلها عن مهنة الصحافة، وترمي ببطاقتها الإعلامية في وجهه مطالبة إياه بالسكوت وعدم الحديث عندما قالت "كيف تجرؤ على الحديث في مؤتمر صحافي وأهلي يقتلون على يد جماعتك في عدن".
الصحافية ذكرى برشقتها الشجاعة، عبرت عن نفسها وعن كل اليمنيين الذين تطاردهم آلة البطش العسكرية التابعة لصالح والحوثيين وجعلت منهم مشردين ولاجئين في بلدهم وهدمت منازلهم وفجرت مساجدهم وأسهمت في انتشار الأمراض والأوبئة في مدنهم، وسط تقاعس من هيئة الأمم المتحدة، التي لم تنفك عن الدعوة للحوار فقط دون أي تعاطف وهي تشاهد دماء اليمنيين تُسفك على يد العصابتين "العفاشية" و"الحوثية".
تلك الصفعة على وجه حمزة الحوثي لاقت تفاعلا كبيرا من نشطاء يمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، وثمنوا للصحافية موقفها وشجاعتها، مشيرين إلى أن ما قامت به هي أفضل طريقة للحوار مع هؤلاء القتلة والمجرمين.
صفعة الحذاء لم تمس رئيس الوفد الحوثي فقط، بل مست كل المتآمرين على الشعب اليمني العربي الأبي، من جرذان مران إلى عصابة طهران، وهي رسالة واضحة وصريحة قالت لهم عبرها "لن تجدوا لدى اليمن إلا أمرين.. الرصاص في صدوركم والحذاء في وجوهكم". لم يهن وجه الحوثي من صفعة حذاء ذكرى، الذي شاهده الملايين عبر شاشات التلفزة، بل الحذاء هو من تعرض للإهانة ولسان حاله يجسده بيت الشعر الشهير والقائل
"قوم إذا ضرب الحذاء وجوههم .. صرخ الحذاء بأي ذنب أُضرب".
لم تكن الصحافية اليمنية أول من ابتكر لغة التحاور مع القتلة والمجرمين عبر الصفع بالحذاء، فقد سبقها إليه الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بزوجي حذائه في مؤتمر صحافي جمعه بنوري المالكي رئيس وزراء العراق الأسبق في بغداد في 14 من كانون الأول (ديسمبر) 2008.