رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


تأملات رمضانية

هناك حدة في الخطاب، تتلبس البعض، ممن يتصور أنه صاحب الحق. وهذا أمر من المستغرب شيوعه بين الناس، في وقت سادت فيه الدعوات للتحلي بالهدوء والابتسامة والعدل. فإذا توارى الهدوء، وانطفأت الابتسامة، وغاب العدل مع النفس ومع الآخر، تتكرس الكراهية والمشاعر السلبية الأخرى.
أعرف كثيرين، يحالفهم التوفيق في رمضان، في إعادة برمجة أنفسهم، حيث يستعيدون الهدوء والسكينة من الداخل، فتنعكس عليهم في تعاملهم مع الآخر.
لكن نفرا من الناس، يتحولون في رمضان إلى وحوش مفترسة، لا يزيدها الامتناع عن الطعام والشراب -ولا أقول الصيام- إلا جورا على الناس، واعتداء عليهم بالألفاظ السيئة، ودوما يأتي عذره الجاهز أنه صائم.
منذ عرفت البشرية الصيام، وهو عامل من عوامل تهذيب النفس والارتقاء بها. وعلى الرغم من اختلاف صيغ الصيام في الأديان السماوية، لكن صيام شهر رمضان المبارك، الذي يمثل ركنا أصيلا من أركان الإسلام، جاء ليمثل فرصة سانحة لتحقيق فوز دنيوي وأخروي.
وما زال من يتوخى ملامسة بعض فوائد الصيام، يجد في نفسه همة من أجل التدرب الدؤوب على الهدوء والتروي ومكافحة شهوات النفس تجاه الحسد والحقد. ناهيك عن استحضار حاجات الآخرين، وعدم الاغترار بالوفرة في المأكل والمشرب، ومواصلة التبذير والإسراف فيه.
إن التاريخ والأحداث من حولنا يؤكدون أن الغنى والفقر موجات، والحاجة والفاقة تنتقل من هنا إلى هناك، والعز والذل بيد الله -سبحانه وتعالى-. ولهذا لا تتكئ على قوتك إن الشاب عندما يبلغ قمة شبابه، يبدأ في النزول، ليمر بالكهولة، ومن بعدها الشيخوخة، وهذا ينطبق على كل شيء، فهل من معتبر؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي