رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


اكتشاف السعادة

رمضانيات - 2

.. يشترك الجميع في البحث عن إجابة للأسئلة نفسها:
كيف أكون سعيدا؟ كيف أجد طريق السعادة؟ أين السعادة؟ أسئلة تكررت كثيرا منذ زمن بعيد وما زالت محور العديد من الكتابات كما أنها الشاغل الأكبر لعقل الإنسان. واختلفوا: هل السعادة تنبع من الحظ، أم أن السعادة حالة عقلية يمكن الوصول إليها بالتدريب.
نحتاج في أحيان إلى مزيد من المساعدة الخارجية عندما نفشل في الثقة بمشاعرنا وأحاسيسنا، وهذا يحدث للرجال أكثر رغم أن السعادة مكون إنساني أساسي. إلا أن النساء أكثر بحثا عن السعادة وأنجح من الرجال في تحقيقها. وتفصح الدراسات النفسية أن المرأة أنجح في الوصول إلى السعادة بمسؤوليتها عن سعادتها الشخصية وسعادة أسرتها ومعارفها، لذا تتحمل النساء أكثر كي لا تكون الصعاب عقبات دون السعادة. والرجال أقل الأشياء قد تشعرهم بالسعادة، مثل نزهة مع الأصدقاء أو سيارة جديدة، سعادة غالبا ما تنطفئ، كما تقول الدراسة.
ويعتقد مايكل ماري المعالج النفسي أن الرجل يبحث عن السعادة مستعينا بأشياء خارجية مثل الوظيفة الجيدة أو الثراء، فالرجل يريد السيطرة على كل شيء .. ولكن المرأة أكثر عمقا وبحثا عن السعادة داخليا مثل الحب والمشاعر. بينما يؤكد مختص آخر هو ستيفان كلاين أن السعادة أمر يمكن تعلمه، ويقول أستطيع أن أستدعي المواقف التي أكون فيها سعيدا.
أؤمن بأن السعادة إشارة من الله ترشد البشر إلى مواقف مفيدة لهم. ليست السعادة أمرا سريا. إن الصداقات وإدراك الإنسان وجوده يسهمان في سعادته. ونستطيع أن نتعلم أن نكون أكثر ذكاء في التعامل مع مشاعرنا وأن ندرب إدراكنا. وأنصح من يريد أن يعيش سعيدا بأن يسجّل يوميا اللحظات والمواقف التي كان فيها سعيدا، ويعود إليها قبل أن تظلم نفسه.
ولا يمكن أن يتعلم المرء أن يكون سعيدا إلا بذكاء المشاعر الذي ذكرت سابقا، لأن الحياة ليست ورشة، فالسعادة غريزة نتعلمها تلقائيا إن أردنا كما نتعلم صغارا كيفية السير على أطراف أصابعنا، أو التحكم في نسبة الدهون في أجسامنا، ووسيلة ذكاء المشاعر هي التفكير بإيجابية الذي يقود إلى السعادة.
وهناك من ينهك نفسه بحثا عن السعادة فينتهي المطاف به وهو يئن تحت وطأة ضغوط هذا البحث، لأن مطالبه فوق استطاعة قدراته، فلا تتحقق السعادة فيبدأ العمل بجهد أكبر لتحقيقه، وإن لم يتمكن من تحقيق السعادة يسري الشعور بالفشل سمّا من القنوط. كان عليه محاولة تحقيق أمنياته الممكنة، فالسعادة طاقة أكبر من الإنسان لا يستطيع السيطرة عليها، لذا عليه أن يعتبر السعادة هدية سماوية تأتي سابقة حتى تشعل طاقته لتحقيق أمنياته، ثم يتوقف ليستمتع بها. كما أن على المرء أن يكون أكثر تساهلا مع نفسه، وأن يتجنب الضغوط التي تنبع من الاعتقاد أن كل شيء في الحياة يمكن تحقيقه. يجري الإنسان عادة وراء صور للسعادة مثل التي ترسلها مشاهد الدعاية والأفلام، فيبحث عن السعادة بمفهوم استهلاكي. يجب ألا نعتمد السعادة السطحية بل نستعيد السيادة على حياتنا فيما نريده، فالسعادة إحساس بالتواصل مع النفس وأن يتمكن المرء العيش في مواءمة مع آماله ومتطلباته وقدراته. وتأتي السعادة من الآخرين أيضا، كأن تأتي من اعتراف الآخرين بك، أو اهتمامهم.
ولا يوجد ضمان للسعادة، كل ما نستطيع أن نخطط ونعمل على تحقيقه أهداف محددة وممكنة تجعلك سعيدا. وعلينا دوما أن نصدق ونؤمن بأن السعادة التأكد أننا لسنا وحدنا، فالله معنا وحولنا وفي قلوبنا.
وأحيانا نبحث عن السعادة بينما نحن نعيشها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي