رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


خطر سن الـ 40

تعد سن الـ 40 بالنسبة للرجل قمة الرشد والبلوغ، وأعتقد أنها السن الوحيدة التي ذكرها الله ــ سبحانه وتعالى ــ في كتابه عندما قال "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين"، وهو أيضا العمر الذي بعث فيه الأنبياء والرسل إلى أممهم، ومنهم الرسول المصطفى محمد بن عبد الله ــ صلى الله عليه وسلم.
في هذه السن يكون المرء قد استقر أسريا ووظيفيا واكتسب الكثير من الخبرات خلال مسيرته الحياتية، وعندها تكون خطواته في الحياة المستقبلية متأنية ومحسوبة وتكتسي بالحكمة، ونادرا ما يقدم على خطوات متهورة أو عجولة كما كان في سن 20 أو 30.
كل مميزات هذا العمر جميلة، وتشعر كل من يخالط من هو في سن 40 بالأمان، إلا أمر واحد المتضرر منه بشكل أساسي هي الزوجة وبشكل ثانوي هم الأبناء. هذا الأمر هو التمرد على الحياة الزوجية أو ما يصفه البعض بـ "المراهقة المتأخرة". في هذا العمر تكون رغبة الرجل في "التعدد" جامحة، ومتى ما كانت شخصيته تتسم بالشجاعة وملاءته المالية جيدة تتحول رغبته الكامنة في التعدد إلى درجة "التنفيذ"، وربما لا يكتفي بالمثنى بل يزيد إلى ثلاث وأحيانا إلى رباع، وربما يتهور أكثر ويطلق الأولى ليتسنى له الزواج بخامسة.
ما دعاني للتطرق إلى هذا العمر هو حديث استمعت إليه بالأمس من قبل أحد المتخصصين في العلاقات الأسرية والزوجية في إحدى الإذاعات المحلية، الذي نبه فيه المتحدث إلى أن هذا العمر هو أخطر عمر بالنسبة للرجل، ويتطلب من الزوجة أن تكون أكثر حرصا ومراقبة وعناية واحتواء كي لا تجد نفسها فجأة وقد ضربها بزوجة أخرى تنكد عليها حياتها.
عندما يبلغ الرجل سن الـ 40 فعلى الأسرة وخاصة الزوجة تعليق جرس الإنذار وإطلاق صافرات التحذير، والبدء فورا ودون تردد في ابتكار طرق مراقبة غير تقليدية، والشروع فورا في استخدام الضربات "الاستباقية" من خلال مزيد من العناية والاحتواء وترويض الثائر في داخل الرجل الراغب في التمرد والباحث عن عش زوجية جديد يجدد فيه حياته ويطمس من خلاله ما سبق، فالحذر الحذر يا نساء قومي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي