الابتعاث .. وضمان تحقيق أهدافه
إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي انطلق في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتطورت آليته في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحق مشروع استراتيجي ومتميز، ستذكره الأجيال القادمة، لما من شأنه المساهمة في تعلم ونقل تجارب معرفية بمعناها الأشمل، تعطينا الفرصة ككيان للانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة.
توالى في الأيام السابقة في عديد من الوسائل الإعلامية النشر عن اتفاقيات شراكة بين وزارة التعليم وجهات حكومية مختلفة، تحت عنوان "وظيفتك وبعثتك"، بهدف تأسيس شراكات فاعلة مع تلك الجهات، تحقق الاستثمار الأمثل لبرنامج خادم الحرمين الشريفين في مرحلته الثالثة، من خلال الربط المباشر بين الوظيفة والتخصص الذي يتيح شغل الوظائف بمبتعثين مؤهلين، وهي خطوة موفقة للدكتور عزام الدخيل وزير التعليم، تحسب له من خلال تطويره آلية الابتعاث.
وأود في مقالي هذا طرح بعض التساؤلات:
- هل تم عمل تقييم لبرنامج الابتعاث في مرحلتيه الأولى والثانية بمشاركة الجهات التي وظفت أو امتنعت عن توظيف خريجي تلك المرحلة والخريجين للتعرف على السلبيات أو الإيجابيات؟
- "أرامكو" وجامعة الملك عبدالله "كاوست" لهما تجارب متميزة وناجحة بكل المعايير في الابتعاث، هل تمت الاستفادة منهما أو استنساخهما؟
- وزارة التعليم لديها آلاف من العاملين من جنسيات مختلفة، هل تم رسم خريطة طريق للإحلال بما يشمل الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق ذلك؟
وأنهي مقالي بطرح أفكار آمل أن توضع في الاعتبار:
- ضرورة بناء شراكات في الدول التي نبتعث لها ومن خلال الجهات التي ابتعثنا لها توفر ممارسة العمل الجزئي وخلال الإجازات لضمان الاستفادة النظرية والعملية.
- زيادة الاستثمار البشري في الملحقيات التعليمية، من خلال توظيف شابات وشباب سعودي من خريجي تلك الدول، بعد إجراء التقييم اللازم لهم يضمن المراجعة المستمرة لتقييم الجامعات الملتحق بها من جانب ومن جانب آخر الإشراف الأكاديمي بشكل متواصل على المبتعثين لضمان تخرجهم ونجاحهم بالمستوى المأمول بما يشمل الإرشاد الاجتماعي وبشراكة مع الجهات التي ابتعث لها لضمان ملاءمة المخرج النهائي.
- يعلم مسؤولو وزارة العمل أن البطالة "إذا افترضنا أن هناك بطالة وذلك موضوع سأعود إليه في مقال مقبل" غالبيتها في الإناث، هل تم تحديد نسبة أكبر لهن في المرحلة الثالثة لبرنامج الابتعاث؟
- معظم الشراكات الموقعة مع الجهات المختلفة للابتعاث تحقق الإحلال الوظيفي، هل فكرنا في الإيجاد الوظيفي؟ وذلك الأساس لمستقبل وطننا واقتصاده، وهو دور تقوم به وزارة الاقتصاد والتخطيط وتنفذه وزارة التعليم.. آمل أن يكون.