رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


بطولة الحميداني

محمد الحميداني رئيس بنكهة التحدي، استطاع بصبره وثباته أن يحقق كثيرا لناديه وجماهيره، على الرغم من البدايات المتعثرة في مشواره الإداري, فرجل الأعمال الذي نجح الرئيس السابق عبدالرحمن بن مساعد في استقطابه للعمل كنائب للرئيس، في ظل صراعات داخلية عصفت بالبيت الهلالي غادره الكثير، وقل الدعم وبقي هو يقاتل بكل قوة وطموح لم يثن عزمه أخطاء دأب الأعلام الهلالي على التركيز عليها في مسيرته؛ صفقة الجبرين فشلت, وتصريح متسرع في النهائي الآسيوي, وأخيرا الجلوس مع من يظنهم المدرج أحد عوامل استفزازه، قلة خبرته لم تكسر ظهره، ولم تحرجه أمام توالي الخسائر، فقد كان واثقاً يتلمس نور النجاح بين هذا الطريق أو ذاك، وحين استقال الأمير عبدالرحمن بن مساعد كان في مقدوره الذهاب معه، ويجعل الباب مشرعاً لمن يريد أن يقدم نفسه من خلال بوابة الهلال، لكنه لم يتأثر ولم يهرب، بل قال ها أنا ذا بشجاعة قل نظيرها.
تسلم زمام الرئاسة، وبدأ يدير شؤون ناديه في وقت صعب جدا؛ فالفريق يحتاج إلى حضور دائم، يراقب التمارين ويكون بجانب اللاعبين في كل وقت يسافر معهم ويمازحهم ويشعرون بقربه في كل وقت، كل هذا بخلاف الديون التي تجاوزت 100 مليون ريال وكانت كفيلة بإيقاف عجلة النادي عن الدوران؛ "فسماراس" صفقة فاشلة ومبالغ مهدرة ويجب التخلص منه والمدرب الجديد يحتاج إلى راتب ومقدم عقد, اتخذ قرارات قوية وجريئة في وقت قصير وصعب، بدأها بتغيير الجهاز الفني؛ فـ "ريجي" غادر غير مأسوف عليه بعد أن أرهق الخزينة التي تئن بالديون فتم إحضار "دونيس" الذي تعامل مع مشكلات الفريق الفنية فأوجد لها الحلول السريعة واستطاع الوصول لدور الثمانية في البطولة الآسيوية, ما ساعد الرئيس الصادق مع نفسه ومع الجماهير تلمسه الخلل ووضع يده على اليد الجرح والبحث عن الحلول بعيدا عن الكبرياء أو إقحام الذات في العمل الذي يريد له الوصول لأقرب صور الكمال؛ فاستنجد بالحكيم طارق التويجري، وعمل الاثنان بصمت يحضران التمارين ويقومان العمل ويشجعان اللاعبين بكل قوة، ولأن الرأي الفني مهم فكان يوسف الثنيان صاحب الرأي الصحيح والصريح المستشار القريب من المدرب الذي بدأ في نهاية الموسم, ولأن الصوت الهلالي في الإعلام يحتاج إلى كاريزما وصورة مختلفة كانت أحد مجالات التغيير, عمل بهدوء وبصمت ولم يضطرب أو يدخل قلبه الخوف، وفي نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين كأن الأقدار، تريد مكافأته فتحولت خسارة فريقه لانتصار، نال على أثره الكأس من يد خادم الحرمين الشريفين الذي أبى إلا أن يشارك شباب شعبه الفرحة؛ فحضوره ورعايته للمباراة كان وقعها لدى الحميداني مغايراً وبطعم نشوة الفوز بالتحدي مع الذات ومع من تخلو عنه وتركوه يصارع الأمواج وحيداً تعصف بمركبة يميناً وشمالاً حتى رست على ضفاف يد سلمان الحزم والعزم أبو الظفرات يقدم له أغلى بطولة في الموسم الرياضي.

الخاتمة:
الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما العزيمة فهي ما يبقيك على هذا الطريق حتى النهاية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي