تتمايل بحذائها الضيق
- استهلال:
الحياة ليست معادلة جبرية متساوية الطرفين.. إنها لا تستجيب لقوانين الحتمية الرياضية، فما تعطيه، سلبا أو إيجابا، سيعود عليك أكبر.. وقد لا تتوقف هذه العودة.
- رسالة لابنتي:
ضعي ما سأقوله لك يا بنتي في أعمق خلية تفكير في رأسك، وبأعمق خلية حب لنفسك بوجدانك وقلبك. أنت ولدت حرة، وأرادك الله أن تكوني حرة.. لا أن تكوني تابعة أو مملوكة لأحد مادة أو فكرا، ما عدا من سوَّاك فأحسن خلقك. معناه أنك ولدت ولك كل الحق أن تكوني سعيدة، وأن تكوني محبة ومحبوبة، وأنت تمرحين بوقت المرح، وأن تكوني جادة بوقت الجد. إن وجودك في هذه الحياة إثبات من الخالق عز وجل بطاقة الإنسان الحي، بل بطاقة ودور كل شيء حي. وليس مطلوبا منك إثبات نفسك لأحد غيرك. أنت تعيشين في بيت اسمه نفسك، وهذا البيت له باب أمامه حارس يدخل من تريدين ويمنع من لا تريدين من الدخول من الأفكار وطبائع الآخرين. وللحارس الحق أن يطرد من أدخله ثم ثبت أنه فاسد وسيفسد في داخلك. حاذري أن تكوني بيتا مشرع الأبواب تعصف به الأفكار من كل باب، فلا يكون البيت يخصك، إنما صار بيتا عاما قد لا تجدين به مكانا. لذا، عليك يا بنتي حراسة نفسك، والآخرون يحرسون أنفسهم ثم نبني الطرق أو الجسور بين النفوس لاستقبال الأفكار، وبحرية الرفض للأفكار التي لا تريدين. إن أصل السعادة حبيبتي التي هي حق لك أن تبذلي دائما أفضل ما عندك بلا تراخ .. وأنت في قمة عطائك، وأفضل جهدك.. إنما تكونين أنت كما أراد الله لك أن تكوني.
أنت حبيبتي، وأنت سر سعادتي. سعادتي التي هي لي وحدي.
- الموضوع:
في الصين في أيام القياصرة حتى منتصف القرن العشرين، ازدهر الحذاء الصيني المشهور الذي يوضع بأقدام بعض النساء وهن صغيرات ثم تنمو أجسادهن ولا تنمو أقدامهن، لماذا؟ لأن العريس الصيني "اللي عليه القيمة" يحب أن يرى مشية المرأة ذات القدم الصغيرة وهي تسير بلا توازن فتتمايل شمالا ويمينا. لماذا قلت بعض النساء؟ لأن النساء كن كثيرات ووافرات فبعضهن يخصصن للزواج من أكبر الحمايل "وتعني بالصين الأكثر مالا.. بس!" وبعضهن يخصصن للعمل بالحقول والبيوت وهؤلاء هن قليلات الحظ اللاتي إما لا يتزوجن وإما يتزوجن من ضعيفي الحال. الآن انقلبت الأمور فبسياسة الطفل الواحد كثر الرجال وصاروا على قفا من يشيل، وقلت أعداد النساء بشكل واضح. ما النتيجة يا ترى؟ النتيجة أن المرأة تفوقت بالصين، والصين الآن تدار بمعظمها ومن خلال طبقات شركاتها التجارية والصناعية والمالية من قبل نساء بل موظفات البورصة، وبائعات أرقى المحال هن من النساء. ولماذا؟ لأنه لم يعد هناك خوف من عدم الزواج أو العنوسة فهن قليلات، ويجددن بالدراسة والعمل ثم يتزوجن متى أردن، فالرجال متاحون في كل وقت.. و«ببلاش»!
*"بنسخة النت سأضع صورة قدمي آخر امرأة صينية تضع الحذاء الضيق منذ طفولتها".
***
- وبقي شيء:
إلى حبيبي أبي رحمه الله:
إذا هبت على النفس رياح الشوق والوجد
وهاجت ذكريات الأمس من قرب ومن بعد
فلا تعجبْ.. إذا سالتْ مآقينا على الخد