رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«وظيفتك وبعثتك» وسم للمستقبل

برنامج الابتعاث في عهده الجديد أسهم في تزويد المملكة بعدد من الفرص التعليمية المتميزة معتمدا على رؤية ملك أراد إعداد مجتمع معرفي يبنى على اقتصاد المعرفة لتوفير كوادر مؤهلة أكاديميا، وعمليا من أجل الارتقاء بالمستوى الوظيفي والخدماتي لسكان المملكة. بما أن البرنامج قد بدأ فتح المجال لأعداد كبيرة من المبتعثين والمبتعثات من أجل سبر أغوار التعليم في دول العالم المتقدمة، فقد واجه البرنامج في مراحله الأولى عددا من المعضلات التي حدت من تعظيم مكاسب هذا البرنامج ومن أهمها تحديد المرحلة والسن المسموح بها للابتعاث، والتساهل في مسائل التخصصات الأكاديمية التي يلتحق بها المبتعثون.
قد تكون مسألة امتداد التخصص من أهم الأخطاء التي واجهت عددا من المبتعثين حين عودتهم للمملكة للحصول على فرص وظيفية تناسب المؤهلات المكتسبة خاصة في المجالين الأكاديمي والبحثي. ورغم أن البرنامج في مراحله السابقة بني على سياسة لتحديد الاحتياج المستقبلي للوظائف التخصصية في مناطق المملكة، إلا أن عدم ربطه بإلزام القطاعات الحكومية والخاصة باستيعاب خريجي البرنامج حين عودتهم بالشهادات المطلوبة قد شكل هاجسا لكثير من الطلاب.
برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مرحلته الجديدة لهذا العام تغلب على جزء من المشكلة من خلال تبني وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل ووزارته برنامج "# وظيفتك ــــ وبعثتك"، الذي يهدف إلى ربط مخرجات البرنامج بجهات العمل لاستيعاب الأعداد العائدة بنجاح من هذا البرنامج. فقد وقعت الوزارة عددا من الاتفاقيات من أهمها دعم وظائف الخطوط السعودية بعدد خمسة آلاف وظيفة، ومثلها لمؤسسة النقد وأكثر من نصفها لقطاع التأمين بالمملكة، وألف فرصة ابتعاث لكل من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ومدينة الملك عبد الله للطاقة، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، والمؤسسة العامة للصناعات الحربية. البرنامج مرشح لتقديم مزيد من الاتفاقيات مع قطاعات العمل المؤسسية في المملكة.
قد يرى البعض أن ربط مخرجات البرنامج بضمان فرص وظيفية سيكون سببا في اتكالية المبتعث واكتفائه بتحقيق الشروط الدنيا للحصول على الوظيفة، وهذا أمر قد يكون صحيحا إذا لم يدعم هذا البرنامج ببرامج مكملة ذات نوعية تحقق اشتراطات جهات العمل المستقبلية. البرنامج قد يكون فرصة لإيجاد تأهيل إضافي يعتمد على برامج نوعية تطورها جهات التوظيف المستقبلية، إضافة إلى مزيد من الاتفاقيات المأمولة من أجل إكساب المبتعثين المتخصصين فرص عمل حقيقية تتبع إكمالهم للمسيرة التعليمية لتتحقق بذلك جميع شروط برنامج الابتعاث وتتحقق الفائدة من إكساب المبتعثين المعرفة الأكاديمية والخبرات الميدانية ليساهموا في بناء قطاعات العمل التي تنتظرهم.
البرنامج يحتاج إلى كثير من التطوير لتحقيق نسبة نجاح عالية للعائدين من الابتعاث ولإحداث النقلة النوعية التي أسس لأجلها البرنامج. هذا البرنامج يستحق أن يطلق عليه اسم وسم للمستقبل، يشكر كل القائمين عليه من أجل مستقبل المملكة وشبابها.
وفق الله الجميع لكل خير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي