تحديات أمام نواف بن سعد

بعد أن حسم الهلاليون أمرهم، واختاروا الأمير نواف بن سعد رئيسا للهلال، ليكون الرئيس الـ 23 في مسيرة الأزرق الطويلة التي بدأت منذ 1957، أمام الرئيس الجديد تحديات كبيرة، وهو الرجل الذي قبل المهمة في وقت ليس مثاليا. مسيرة نواف بن سعد بدأت بشكل متعرج، انطلاقا من عضوية اتحاد كرة القدم، قبل ألا يسمع له صوت بين جدران أي ناد محلي، تولى مهام الإشراف على المنتخبات السنية، ثم قدم استقالته بعد مشكلات قوية مُنعت من الخروج على السطح، تاليا ظهر بوضوح في كواليس الهلال، وبات وجها مألوفا على المسرح الأزرق وصولا إلى مقعد الرجل الثاني، أي أنها مسيرة بدأت من القمة.. تقهقرت، وعادت للقمة مع تغيير المسار.
المهام التي تولاها نواف بن سعد منحته قدرة على معرفة التفاصيل الصغيرة، سبر أغوار النشاطات المتعثرة في الفئات السنية للأندية والمنتخبات، عرف كيف تدار الأمور تحت قبة اتحاد كرة القدم، وتحول إلى الأندية ليزداد خبرة في الإدارة الرياضية الاختصاصية، وقبل هذا كله مر على كثير من المدارس الإدارية أكسبته خبرة تفوق الدراسة.
على مستوى هيئة أعضاء الشرف، يُعرف ابن سعد بأنه رجل توافقي، ليس الأول عند الجميع، لكنه ليس مرفوضا من أحد مؤثر حاليا، دماثة خلقه وقدرته الواضحة في مد جسور الوصل مع المختلفين والمتفقين لافتة، يستطيع أن يوجد تيارا كاملا يقول: "لا"، دون أن يقولها هو، ويستطيع أن يمرر كثيرا من القرارات دون أن يتقدم ركابها. بدايات الأمير نواف بن سعد، لم تخل من عثرات البدايات، وعاجلا استطاع الرجل أن يغيرها، بل لا يجد حرجا من الاعتراف بخطئه فيها، لو سُئل ابن سعد عن أكثر المراحل التي كونت شخصيته الإدارية الرياضية، أتوقع أن يجيب بقطعية: "العامان الأولان في إدارة الهلال". يومها تعرض الشاب الأربعيني لعواصف شديدة، مر منها محملا ببعض العثرات والتحالفات الخاطئة التي سرعان ما تخلى عنها بعد أن ثبت خطؤه فيها. الرئيس الشاب القادم، تتوافر له شبكة صخمة من العلاقات، تضم نخبة من الرجال في الصف الأول في المجتمع، وأعضاء في هيئة الشرف الزرقاء، وإعلاميين جددا وآخرين ينتمون للمدرسة التقليدية القديمة، وإداريين رياضيين في مختلف الأندية، وأمامه تحديات كبيرة للغاية.
التحدي الأول، هو القدرة على تهدئة المشهد الهلالي المحتقن في الفترة الأخيرة، حتى يوجد أجواء مناخية يستطيع معها العمل بهدوء وتحقيق أهدافه، ولا يحدث هذا إلا بخطوات سريعة تثبت نواياه في العمل والتغيير.
التحدي الثاني: الاستجابة للمتغيرات، وهذه نقطة مهمة، سابقا كان الهلاليون الرسميون والجماهير، يسمعون ما يحبون في أي مكان يذهبون، أما الآن ومع الانفجار الإعلامي الضخم، فعليهم أن يسمعوا ما يحبون وما لا يحبون ويجيدون إدارة أنفسهم وناديهم وسط هذه الأمواج المتلاطمة، وهذه نقطة في غاية الأهمية يغض الرجال الزرق الطرف عنها.
التحدي الثالث: التجديد. ظل الهلال سنوات وهو يبادل بين الأسماء ذاتها على المسرح، حتى شاخت الوجوه، وتلبست الثقافة نوعا من القدسية ترفض التجديد، وتُرمّز الصغائر فبات الكلام أكثر من الفعل، وظهرت تكتلات تعتمد على الشخصنة أكثر من الكيان.
سيعيش نواف بن سعد ربيعا مزهرا مع الهلاليين على مدى شهور مقبلة، وسيكون المحك الحقيقي عند الأزمات، هل يصمد ويدير الأمور بحنكة ويعتمد التغيير والتحديث في ناد تهب عليه العواصف شتاء وصيفا، أم تحاصره قدسيات الحرس القديم، فيقع أسيرا لها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي