رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الأهلي وسنوات الصبر

قدم الأهلي موسماً مميزاً فنياً أعاد معه الأمل لجماهيره في العودة لمصافحة لقب الدوري السعودي من جديد، وكانت كأس ولي العهد فاتحة الأمل الكبير الذي أثار المشاعر وصور الحلم وكأنه حقيقة فكيف تلاشى وما الذي منع حصوله بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى وحين آنست الجماهير المتعطشة للقب حقاً لأفراحها تبدد كل شيء؛ الإيجابيات التي تُشكر لمن قدمها لا تلغي السلبيات التي تسببت في فقدان اللقب فالمباراة التي كانت العامل الأول في فقدان اللقب، من قاد فريق التعاون فيها هم لاعبون معارون من النادي الأهلي فأين كانت النظرة الثاقبة للمدير الفني الذي فرط في هؤلاء النجوم وأضعف دكة البدلاء في مسابقة تحتاج إلى كتيبة من النجوم وظهر أثر هذا في العجز عن سد النقص أثناء غياب المهاجم السوري عمر السومة فلم يجد الفريق بديلاً عنه يقود خط الهجوم فمن سمح لإسماعيل مغربي بالذهاب بعيداً عن ناديه وهو في أمس الحاجة إليه، والحارس الذي قدم جهداً مميزاً ولعب المباراة باحترافية تُحترم وتُحسب لتاريخه الشخصي وجودة كان سيجعل المعيوف يجتهد أكثر ويطور من إمكاناته ويقف سداً منيعاً دون ولوج الأهداف السهلة التي دفع بطل الكؤوس الثمن بسببها غاليا.
ما أضعف الدافعية لدى اللاعبين التركيز على النجم السومة من أعضاء شرف النادي، والإعلام الأهلاوي وترك بقية نجوم الفريق وإن كان لا يختلف على رقي أخلاقة ونجوميته أحد فقد نالها بفضل ما يقدمه من اتزان في سلوكه وأحاديثه العقلانية من خلال ظهوره الإعلامي وما يسطره من إبداع وقدرة على التسجيل في كل المباريات والنسبة العالية للتهديف التي حازها الموسم الحالي، غير أن إفراده بالهدايا وصرخات النخوة قتل طموح بقية اللاعبين وهذا ما يجب أن يعترف به الجهاز الإداري القائم على الفريق بعيداً عن المثاليات وأنها قدمت من عشاق أو أعضاء شرف فهذه التصرفات وإن كانت من خارج الإدارة غير أنها تؤثر في روح الفريق وتماسكه فالجميع يبذل ويقدم ومن ثم يتم حصر المكافأة في جهد لاعب واحد، وكذلك كان أهم خطأ أرتكبه الجهاز الإداري التركيز على لقاء النصر والهلال وكأن البطولة تتحقق من خلاله وانشغلوا عن قوة التعاون وتجهيز فريقه لمباراة كانت هي الأهم في مسيرته، وبالتالي فقدان الفوز تسبب في ضياع فرصة الاستمرار في المنافسة على اللقب.
هذه الرؤية لا تقلل ما تقدمه إدارة النادي من جهد وتركيز عال في محاولة العودة من جديد في سباق الحصول على بطولة الدوري فالتجارب الاستفادة من سلبياتها يفوق الاحتفاظ بالتجارب الإيجابية فقط، فهل نرى اجتماعاً فنياً يعيد الأسماء البارزة التي غادرت النادي والعمل على بناء فريق رديف قوي يكون داعماً كبيراً للأساسي في أرض الملعب وكذلك السيطرة على تلاحم الفريق وعدم التمييز بين أفراده حتى تظل الروح الواحدة حاضرة والدافعية ونكران الذات هي سمة العمل داخل المعلب لإسعاد جماهير الكتيبة الخضراء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي