رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله

يمتلك حزب الله ما يزيد على 100 ألف صاروخ. ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله لديه القدرة على ضرب إسرائيل بنحو 1200 صاروخ يوميا. لكن التساؤل الذي يطرحه بعض الباحثين السياسيين الغربيين هو: هل كان ليحرز حزب الله هذه المكانة والقوة لو لم تنسحب إسرائيل من لبنان عام 2006؟ يأتي هذا التساؤل في هذا التوقيت بالذات بسبب تدارس الإسرائيليين منذ أشهر مشروع إعادة قوة حزب الله إلى الوراء، ولي يد إيران مع توقيت الاتفاق النووي. حزب الله وأمينه العام ليسوا في أفضل حال الآن، لا في موقفه لبنانيا، لا سيما أعضاء حزبه الذين علت أصواتهم بعد سقوط الكثيرين منهم في الحرب السورية، ولا يبدو أيضا أن الوضع جيد حتى مع إيران. وقد بدا ذلك في خطابه الذي تلا زيارة علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى، الأخيرة له في لبنان، التي بدا بعدها حسن نصر الله منفعلا في خطابه، وفي توبيخه لبعض الشيعة اللبنانيين.
كل ذلك مؤشرات تقول إن هناك حربا تلوح في الأفق، حرب الهدف منها تغيير قواعد اللعبة. ولأن المواجهة الإسرائيلية مع إيران بشكل مباشر هي مواجهة صعبة، لذا فإن إسرائيل تبدو جادة منذ أشهر، في فكرة الحرب على إيران بشكل غير مباشر. وذلك بضرب حزب الله هذا الصيف ودفعه للمواجهة، باعتبار الحرب رد فعل وقائيا من إسرائيل. والهدف هو محاولة حرق مشروع السلام الأمريكي ــ الإيراني. وقد يكون الأمر المهم في الحسابات الإسرائيلية أن فكرة الحرب ستحول رأي الكونجرس الأمريكي بشكل حاسم ضد الاتفاق النووي مع إيران. إذ إنه برغم كل الجهود الإسرائيلية لإفشال هذا الاتفاق إلا أن المشروع يسير قدما، يضاف إلى ذلك ارتياح الأمريكيين أخيرا من سياسة أوباما تجاه إيران. هي الصفقة التي يُعتقد أنها ستعزز من قدرات إيران ومناوراتها في المنطقة، لا سيما أن 50 مليار دولار ستعود إلى خزانة طهران مع الاتفاق النووي. لكن ماذا لو كانت إسرائيل في صراع مستمر مع لبنان، كما كان الحال قبل عشر سنوات؟ كل ذلك ودعم إيران للأسد والحوثيين والعراق، حينها حتما يختلف الأمر في مسألة استنفاد طاقة إيران سياسيا واقتصاديا.
وقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" قبل نحو أسبوعين في 12 أيار (مايو) أن إسرائيل تستعد لـ "ما تعده المعركة المقبلة التي لا مفر منها تقريبا مع حزب الله"، وقال مسؤول إسرائيلي في تصريحات للصحيفة "سنضرب حزب الله بقوة". إلا أن يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى، رد في 21 مايو بقوله "إن أي هجوم إسرائيلي من شأنه أن يطلق عاصفة من الصواريخ عليها"، هو الذي قال سابقا "حدود إيران الحقيقية تنتهي عند سواحل البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني".. سيناريو المناوشات الإسرائيلية مع حزب الله أمر وارد، ما يعني أننا أمام أوقات قادمة أكثر صخبا في المنطقة، التي تترافق في الوقت ذاته مع تهاوي نظام الأسد، وخسائر الرهان الإيراني. وإذا كان ذلك السيناريو المحتمل، فإن كرة النار المشتعلة ستترك وراءها كثيرا من التغييرات في المشهد العام، من بينها إمكانية انحسار حزب الله نفسه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي