رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


فيراري مساعد .. والنجمة القريبة

ما مدى ضخامة هذا الكون؟
هل تريدون الحقيقة؟ لا أحد يعلم. سوى خالق الكون.
لنا بيت في هذا الفضاء. وبيتنا في الفضاء ليس صغيرا، بل لا يمكن أن تكون صفة الصغر بأي شكل وصفا لائقا له. وفي بيتنا سنرى نجمة لامعة، بحجم رأس دبوس.. ولكن النجمة ليست قريبة. لأن بيتنا الفضائي كبير، كبير جدا. وتلك النجمة إنما تلمع ذرةً في سقفه. تلك النجمة التي تلمع ونظنها قريبة، تبعد عنا عدة آلاف من السنين الضوئية.. وما السنة الضوئية؟ السنة الضوئية هي المسافة التي ينطلق فيها الفوتون الواحد من الضوء بسرعة لا يمكننا تخيلها؛ 18 مليون كيلومترا في الدقيقة الواحدة لمدة سنة.. يا الله. إذن تلك النجمة بعيدة أبعد مما يسعه إدراكنا المجرد بالمسافة والسرعة. يعني «اللي» ينشد ويقول: فوق النجوم، عليه أن يركّز ويثقل ويعيد حساباته..
أما بيتنا الفضائي وعفوا أني لم أسمه لكم فهو مجرتنا التي نسميها بالعربية "درب التبانة"، ويسميها الآخرون ثبت الله عقولهم "الدرب الحليبي" Milky way. لنفرض أن واحداً من الرّبِع اسمه "مساعد" قرر أن يسافر بسيارته الفيراري الجديدة السريعة (وتحتاج الفيراري هنا إلى طاقة بديلة فليس في الطريق أي محطةٍ للوقود) إلى تلك النجمة، واحتسبنا مسافة مرّة صغيرة أي فقط ألف سنة ضوئية.. فإن على مساعد بأقصى سرعة بسيارته الفيراري بدون أن يتوقف ولا جزء من الثانية أن يقطع 9500 مليون مليون كيلو متر ليصل إلى تلك النجمة الحلوة. طيب بحسبة رياضية صغيرة كم الوقت الذي يحتاج إليه مساعد لقطع هذه المسافة؟ بسيطة: فقط عشرة بلايين سنة لا غير. ولا أظن أن عمر حبيبنا مساعد مهما طال سيسعفه ليعمر حتى يصبح عمره 10 بلايين وثلاثين سنة، أي عمره قبل أن يبدأ الرحلة.
لكن "خلونا" نصدق مساعد لو جاء وقال لنا إنه أطل عبر تخوم مجرتنا، فسيرى أعدادا هائلة من ذرات كالغبار المنثور.. كل غبارة هي عبارة عن مجرة، أما لماذا تبدو تلك المجرات كالذرات من سطح بيتنا مجرة درب التبانة، فلأنها بعيدة بعدا لا نعرف حتى أن نعيش لنقول أرقامه. وقد يكون بيتنا درب التبانة يفشّل بحجمه أمام بيوت القبائل الأخرى من المجرات التي هي أكبر من مجرتنا أضعافا وأضعافا.
نحن بكل ما نملك من معلومات ومسبارات تجوب الفضاء لم نضع الخطوة الأولى بعد بطريق الكون الذي يبدو لنا أنه ليس نهائيا.
لا نهائي؟ هل هذا صحيح؟ لا، ليس صحيحا فللكون بداية وللكون نهاية والدليل حالة اتساع القماش الكوني الذي لا بد أن يقف اتساعه يوما ما، ربما بانفجار هائل لن نعيش لرؤيته فستكون الأرض إذا قدر الله وشاء قد اختفت من مئات آلاف السنين. تصور أنك تنفخ بالونة واتسع جدار البالونة بسبب النفخ إلى قماش الكون، مادته الداكنة الأكثر غموضا، و«لما» تستمر في النفخ بهذه البالونة بدون توقف فلا بد أن تنفجر. وهذا دحض قول رياضيي الفيزياء غير المؤمنين الذين ادعوا وما زالوا بأن الكون ثابت.
الغرض ليس استعراضا علميا كلكم تعرفونه، ولكن بحثا عن إجابة معقولة في عالم غير معقول. فأتعجب أن تضيق العقول وتتعصب وهي عناصر بمنظومة الاتساع الكوني. كيف يكون ذلك الاتساع؟ أول ما عشنا كنا بالكهوف وكنا نرى الكهف آخر حدود الدنيا، ثم اتسع عقلنا لنعرف أن كل كوكبنا لا يمكن أن يرى بعد أن يتعدى مساعد المجموعة الشمسية.
كيف نقبل أن تضيق عقولنا وتتعصب، ونرجع للكهف الأول.. وما أراد الله للكون ولنا إلا اتساعا؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي