رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ماذا فعل بهذه الأخت حبها لأخيها؟

- استهلال:
قيل لحكيم: "ما أطال عمرك فوق المائة صحيحا معافى؟"
رد الحكيم: "تركت الحسد".

- رسالة إلى ابنتي:
شاركتني حياة فهد وهي طالبة ماجستير في أمريكا الآن مع زوجها الذي لم يمض على زواجهما سوى شهر واحد، بخطاب مؤثر كتبته لأبيها. وقد كتبته بالإنجليزية، وتمنيت أنها كتبته بالعربية. أترجمه لك هنا:
" أتذكر أبي الحبيب أنك كنت تأتي قبل انتهاء مدرسة الروضة لتأخذني، ثم تضمني بحضن، ما زلت أشعر بالوحدة والبرد والخوف بدونه.. كنت أضع رأسي الصغير على كتفك وتحوي رأسي بيدك كأنك تحميني من مخاطر الدنيا، فأشعر أني في مكان لا يمكن أن يصل لي فيه شر أو تهديد. أتذكر أنك تقريبا الأب الوحيد الذي ينتظر ابنته في المدرسة ليأخذها للبيت من الابتدائية حتى أنهيت الثانوية، لم تتأخر يوما واحدا. لم أكره الذهاب للمدرسة أبدا، فكنت من يأخذني في الصباح وبعد الخروج فأقضي معك أجمل الأوقات.. ولن أنسى ذاك اليوم الذي قضينا فيه ساعتين داخل السيارة لحل واجب مدرسي.
لم أعرف لي أُمّاً، فقد ماتت أمي كما تعرف بعد سنة من ولادتي وكنت البنت البكر لها، والوحيدة لك في ذلك الوقت، ورفضت كل ضغوط الزواج من أجلي أنا، نذرت نفسك من أجلي أنا.. حتى لما حججت أخذتني وكنت في الرابعة من عمري، وكانت من أسعد أيام عمري. أنت من رعاني من ولادتي، ليل نهار، بلا مربية، فقد كنت في عينك طوال الوقت، وعين جدتي أطال الله بعمرها وأنت في العمل. لم أعرف لك صديقا ولا شلة فأنا صديقتك وشلتك.. أنا كل حياتك. ولكنك قلت لي مرارا ألا تكون أنت كل حياتي.
لقد كسرت قلبك رغما عني لما تزوجت. ورأيتك تبكي كما لم تبك قط.. ورأيت الكتف التي طالما وضعتُ رأسي عليها تهتز من تشنجات البكاء. بكيت بكاء جعلني يا بابا أشعر بالذنب والحزن.. لن أغفر لنفسي ما فعلته بك، مع أني متأكدة أنك سعيد من أجلي.. ولكنه بكاء أعرفه، وأحيانا لا أدركه.
كل ما أعرف أني كل حياتك، وسأبقى كل حياتك.. وأنك حذرتني أن تكون أنت كل حياتي كي أنصف زوجي، وأحب عائلتي.. كما أحببتني.
بابا.. أحبك. ولا تنس أن تتلمس كتفك، فرأس ملكتك الصغيرة ما زال هناك".

القصة:
لم يسجل التاريخ قط حب أخت مثله لأخيها أبدا.
رأى المسلمون عجبا وهو يصاولون الروم. رأوا فارسا لم يروه من قبل يندفع كالصاعقة يمرق في صفوف العدو فتتمزق وترتد الرجال أمام ضرباته. ظنه الجند قائدهم خالد بن الوليد.. ولكن خالدا ظهر لهم بنفسه يتساءل عن سر هذا المغوار العجيب. وقال خالد: "معاشر الرجال، احملوا بأجمعكم وراء هذا الفارس" وأطلق الرجال الأعنة وخالد أولهم، فإذا الفارس كأنه شهاب منطلق نارا تصب على رؤوس جند الروم. ووصل الفارس أخيرا، وأوقفه خالد، وسأله: "من أنت؟" ولم ينطق الفارس بكلمة. كاد أن ينصرف حين أمره خالد بأن يقف ويكشف عن نفسه. فقال الفارس: "أكشف عن وجهي، لا!" وبُهِت خالد بن الوليد فقد خرج الصوتُ ناعما رقيقا.. فأكملت: "أنا خولة بنت الأزور.. كنت خلف الجيش مع النساء حين سمعت أن أخي ضرارا قد أسرته الروم. وليس بهذه الدنيا من هو أحب إلي من أخي. كل ما فعلته من أجل أن أحرره من أسر الروم، وبإذن الله سأحرره غدا..". ولا مكان لرواية كل القصة، ولكنها في النهاية حررت أخاها.. وبكت الفتاة الجميلة الرقيقة على صدر أخيها، ووراءها عشرات المجندلين من علوج الروم. هل رأيتم حباً يفوق هذا الحب من أخت لأخيها؟

- وبقي شيء:
من يحب من كل قلبه، ينتصر في السلام.. وينتصر في الحرب.‏

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي