رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


بين النقيضين .. شبابنا يتقلبون

الجريمة النكراء التي وقعت خلال الشهر الماضي بالاعتداء على إحدى الدوريات الأمنية، وقتل اثنين من جنود الوطن ـــ نسأل الله تعالى أن يتقبلهما في الشهداء ويلهم ذويهما الصبر والسلوان ـــ بقدر ما كانت مؤلمة، إلا أنها تعطي إنذارات متكررة بوجود مخاطر كبيرة تحيط بشبابنا من كل اتجاه. وكما أن قوات الأمن ـــ وفقها الله ـــ تمكنت في وقت وجيز من إلقاء القبض على المتهمين، دقت أيضا ناقوس الخطر المحدق بشباب هذا البلد وما يتعرضون له من محاولات اختراق خارجية من أجل زعزعة الأمن وإثارة الفتن ـــ حمى الله بلادنا من كل سوء.
المتهم الأول في القضية- بحسب ما نشرته الصحف المحلية من معلومات عنه- كان يدرس في الخارج وتعرض لإشكاليات أرغمته إلى ترك الدراسة والعودة، ورغم أنه لا يزال في مقتبل العمر، إلا أن ذلك يدل دلالة واضحة على أن هذا الشاب وأمثاله يقعون فريسة سهلة لتنظيمات متطرفة تجد فيهم حاجتها دون رحمة أو خوف.
التطرف ليس إلا نتيجة لما يتعرض إليه شباب هذه الأمة من اختراقات، تنتج غالبا عن انتشار المخدرات وغياب الوعي والمتابعة. الاهتمام والرعاية الأولية ومحاولة التنبؤ بانحرافات الشباب الثقافية والمنعكسة على تصرفاتهم اليومية وتعايشهم مع المجتمع المحيط بهم قد تعطي مؤشرا استباقيا للتنبؤ بمثل هذه التصرفات ومحاربتها بشتى الطرق للمحافظة على السلامة العامة.
الحالة النفسية التي يعانيها عديد من الشباب في هذه الأيام، قد تكون أحد الأسباب الرئيسة في وقوع الجرائم المختلفة. هذه الحالة النفسية جاءت نتاجا لعديد من المسببات، أهمها الغزو الفكري والثقافي للشباب، انتشار المخدرات ومتلفات العقل، وجود البطالة، وقلة فرص الانشغال والنجاح في المجتمع. وقد تحدث الكثير عن عواقب انتشار الأمراض النفسية بين جيل الشباب، التي نتجت عن المسببات المذكورة سابقا.
وجود الرعاية الصحية والنفسية لهؤلاء الشباب وارتباط ذلك بالأجهزة الأمنية لمعالجة كثير من الحالات التي تقع بسبب سوء وتطور الحالات النفسية قد يقي المجتمع من كثير من الجرائم التي تقع في المجتمع، ويحمي المجتمع ـــ بإذن الله ـــ من أخطار الاختراق الفكري لهؤلاء الشباب من قبل عصابات الإرهاب التي نذرت نفسها لمحاربة استقرار الشعوب وأمنها.
مؤشر ثقة أن وطننا في مأمن بوجود الجهاز الأمني المتمكن بحول الله، الذي يثبت لنا دائما أنه على قدر من المسؤولية للدفاع عن الجبهة الداخلية وحماية الوطن من شر الكائدين، فلهم منا التحية والتقدير، وأدعو الله أن يمدهم بمزيد من القوة للحفاظ على أمن ومستقبل أبنائنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي