رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


بنعمر و«لص» الأغنام

عندما زار جمال بنعمر اليمن لأول مرة في نيسان (أبريل) 2011 كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة، كانت جماعة الحوثي لا تستطيع مغادرة كهوف جبال "مران" شمالي اليمن، وكان محمد الحوثي رئيس ما يعرف بـ "اللجان الشعبية" مطلوبا للسلطات الأمنية في قضية "سرقة أغنام"، وعندما انتهت مهمته في نيسان (أبريل) 2015 كانت الجماعة الإرهابية تسيطر على غالبية مناطق اليمن، و"لص الأغنام" يحكم اليمن من القصر الجمهوري في صنعاء.
منذ أن دخل بنعمر اليمن وجماعة الحوثي تتمدد ويتوسع نفوذها، بينما هو يتحدث عن عملية سياسية مرتقبة، حتى والجماعة المتطرفة تقتحم العاصمة اليمنية صنعاء وتحاصر رئيسها الشرعي، كان بنعمر يجتمع مع عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة ويرتب لعملية سياسية من صعدة ــ على حد ادعائه.
الحوثي يتمدد في اليمن ويوسع نفوذه ويسقط المؤسسات الحكومية الواحدة تلو الأخرى ويحرق الحرث والنسل، وبنعمر يطمئن المجتمع الدولي ودول الجوار بأن العمل السياسي يتقدم والفرقاء يقتربون من التوقيع على حل شامل ومرض لكل الأطراف، حتى خيل للبعض، في نهاية المطاف، وعندما شاهدوا تحقق المشروع الإيراني على أرض الواقع، أن بنعمر لم يكن مندوبا للأمين العام للأمم المتحدة بل مندوبا لـ "خامنئي" يحركه بالريموت من طهران.
لم تكن "الكذبة" الأولى تلك التي أطلقها بنعمر وهو يقدم تقريره البارحة الأولى لمجلس الأمن عندما قال "إن الفرقاء في اليمن كانوا على وشك توقيع اتفاق سياسي لولا تدخل عاصفة الحزم"، فالرجل مارس الكذب منذ أن وطئت قدماه أرض اليمن حتى غادرها "ذليلا" الشهر الحالي.
حتى روسيا وهي أكثر المعترضين على عملية "عاصفة الحزم" لم تستطع تمرير "كذبة" بنعمر عندما رد سفيرها في الأمم المتحدة قائلا "أبدا لم يكن الفرقاء في اليمن قريبين من التوقيع على حل سياسي قبيل عاصفة الحزم".
أقدم بنعمر في اليمن على أمر مشين وخيانة عظمى للمهمة التي قدم من أجلها، عندما أسهم في تمدد جماعة صغيرة مدعومة من الخارج وجعلها تسيطر على مفاصل الدولة، وتجاهل رغبة الغالبية العظمى من الشعب الرافضة لتلك الجماعة الإرهابية، ما جعلهم يثورون عليها وعلى مشروعها الانقلابي.
لا يكفي طرد بنعمر وإجباره على الاستقالة وتسليم الملف اليمني للمبعوث الموريتاني، فما فعله الرجل يستحق التحقيق والمحاكمة كشريك في جرائم الحرب التي ارتكبتها جماعة الحوثي وما زالت ترتكبها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي