رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مؤتمر ومعرض التعليم العالي وضرورة التطوير

عقد خلال الأسبوع الماضي "المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم العالي" في مدينة الرياض، وشهد إقبالا كبيرا من قبل الطلاب وأولياء أمورهم والمهتمين بشؤون التعليم العالي. وقد شارك في المعرض أكثر من 450 جامعة من داخل المملكة وخارجها، فهناك جامعات من شرق الأرض، من اليابان وكوريا والصين وماليزيا والهند، وهناك جامعات كثيرة من غربها، من بولندا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا وأمريكا وغيرها. إضافة إلى ذلك اشتمل المؤتمر على عديد من الندوات وورش العمل المخصصة للطلاب أو المهتمين بالتعليم العالي. وتنطلق هذه الفعاليات من أهدافه الرائعة المتمثلة في إتاحة الفرصة أمام المجتمع بمختلف فئاته ومؤسساته وأفراده ولاسيما الراغبين في الابتعاث للتعرف على مؤسسات التعليم العالي السعودية والدولية، وتعزيز التفاعل بين الجامعات المحلية والدولية والاستفادة من تجاربها وخبراتها، إلى جانب إبرام اتفاقيات شراكة أكاديمية بين المؤسسات المحلية ونظيراتها العالمية، وكذلك مناقشة قضايا التعليم العالي.
ومن المؤكد أنه يتيح المجال أمام الطلاب والمهتمين بالتعليم العالي للتواصل مع الجامعات العريقة والمميزة، خاصة أن المعرض يستقطب– في الأغلب- الجامعات المميزة. ولا شك أن إنجاز هذه الفعالية بضخامتها وأهميتها يعكس حجم الجهود الكبيرة المبذولة التي تستحق الثناء. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك بعض الملحوظات التي أود طرحها لتحسين المعرض في المستقبل، وهي:
أولا: لا يبدو لي أن هناك أسلوبا مؤسسيا أو آلية واضحة لإشراك الجامعات السعودية في هذه الفعالية، وإنما اعتمد قبول المشاركات– كما يبدو- على مبدأ "من سبق لبق".
ثانيا: اشتملت الفعالية على عدد كبير من ورش العمل يصل عددها إلى 87 ورشة، ولكن بالاطلاع على القائمة أستطيع القول إن الأغلبية الساحقة منها لا تضيف إلا القليل، مما يؤكد أن قبولها اعتمد على المجاملة أو معايير أخرى لا أعلمها. فكثير منها استعراض لتجارب جديدة وغير ناضجة أو تجارب عادية وغير مميزة.
ثالثا: ضعف تدريب العاملين في الاستعلامات والخدمات المساندة، الأمر الذي انعكس على عدم قدرتهم على توفير المعلومات المطلوبة لزوار المعرض.
رابعا: عدم وضوح معايير اختيار الجامعات غير السعودية، إذ من المتوقع أن تقتصر المشاركة على الجامعات الرائدة والمميزة فقط.
خامسا: أعتقد أن عقده سنويا يكلف كثيرا، ويحمل الوزارة أعباء كبيرة، فلربما يكون من المناسب عقده كل سنتين.
وليواكب المؤتمر والمعرض التغيرات في حجم الابتعاث، وزيادة تدفق المعلومات عن الجامعات التي أصبحت في متناول الجميع من خلال الشبكة العنكبوتية، وكذلك من خلال مكاتب خدمات القبول، إلى جانب إمكانية الاتصال المباشر (word of mouth) بين المبتعثين والراغبين في الابتعاث، فإن الحاجة أصبحت ماسة إلى إحداث تطوير مستمر ليواكب الاحتياجات المتغيرة للطلاب وكذلك للجامعات السعودية. ومن هذا المنطلق أقترح التالي:
أولا: يستغرق التنسيق لعقد شراكات بين الجامعات المحلية والدولية وقتا أطول من لقاء لمدة أربعة أيام، لذا ينبغي أن تتحول الفعالية إلى مؤتمر علمي دولي مختص بالتعليم العالي، تقدم فيه أوراق "نوعية" وتجارب مميزة من مختلف أرجاء العالم، وتوضع ملخصات الأوراق، بل الأوراق بكاملها على شبكة الإنترنت.
ثانيا: ينبغي أن يركز مؤتمر التعليم العالي الدولي كل عام على موضوع معين، فمثلا مرة عن "الجودة في مؤسسات التعليم العالي"، وأخرى عن: "البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي"، ومرة ثالثة عن "التعليم العالي والشراكات مع الصناعة"، ومرة رابعة عن "النزاهة الأكاديمية" وهكذا.
ثالثا: ينبغي إشراك قطاع الصناعة في المؤتمر، وتشجيع عقد شراكات بين الجامعات العالمية ومنشآت القطاع الخاص في المملكة، مع إشراك الجامعات السعودية.
رابعا: ينبغي إشراك الجامعات السعودية في التخطيط لهذه الفعالية، خاصة في تحديد الموضوعات السنوية والمحاور الرئيسة والجامعات التي ينبغي دعوتها للمشاركة في البرنامج العلمي والمعرض.
خامسا: اختيار تجارب عالمية مميزة قابلة للتطبيق، وورش عمل "نوعية" تتناول موضوعات مهمة.
ختاما: أسأل الله التوفيق لجامعاتنا لتحقيق مزيد من الإسهام في بناء اقتصاد المعرفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي