رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الكلاسيكو .. ما الذي تغير؟

منذ موسم 1997، وحتى نهاية الألفية الثانية، اشتعلت المنافسة بين الهلال والاتحاد، كما لم يحدث من قبل في الكرة السعودية، وخلفت تلك الصراعات عديدا من الذكريات التي لا تنسى بين الفريقين حتى بات اسم الكلاسيكو رديفا للفريقين.
كثيرة هي الذكريات بين العملاقين، داخل الملعب وخارجه، أشهرها ما عرف بمباراة يد النزهان في نهائي 2002، وما تلا ذلك من أحداث لا تنسى، مرورا بليلة كيتا، وهدف القناص ياسر القاتل، وخماسية جيرتس، وثلاثية نور وباولو، وآخر مبارياتهم الممتعة نهائي الدوري الذي يسميه الهلاليون مباراة عزيز، ويسميه الاتحاديون نهائي المولد ومنتشري. في الحقبة التاريخية ذاتها، كان الصراع خارج الملعب على أشده، نجح الاتحاد برئيسه المتفرد منصور البلوي في اختطاف بعض نجوم الهلال كالعويران والدوخي كاسرا جزءا من هيبة الزعيم الذي وإن خسر داخل الملعب فلا يخسر خارجه، وخسر البلوي ذاته السباق مع الهلاليين في صفقة القحطاني المثيرة. اليوم.. يعود الفريقان للقاء، وهما اللذان غابا عن المواجهة في النهائيات منذ أعوام، يعودان للقاء وهما خارج حسابات السباق نحو اللقب منطقيا وإن احتفظا ببعض الحسابات، يعودان للمواجهة في الكلاسيكو الأشهر، وليس الأقوى كما كان، هل تغيرا أم تغير الزمن والآخرون؟
في ظني أن الفريقين تغيرا على مستوى الأفراد والتركيبة الفنية، في خضم صراعاتهما الماضية كان الأزرق يضم في صفوفه محمد الدعيع، وهل في الكرة السعودية كلها الآن من يشبه أسطورة الشباك؟ وفي مواجهاتهما الماضية كان في الاتحاد محمد نور، ولم تعرف كرتنا لاعبا يشبه هذا النجم الأسمر في روحه وقدرته العجيبة على التحدي وقوته البدنية، فيما مضى كان هناك حمزة، منتشري، رضا، مناف، سامي، التمياط، ياسر، وهؤلاء كوكبة لا تجد من يشبههم حاليا، وحتى على مستوى الأجانب لا أحد الآن بينهما مثل السابقين، هل هذا وحده ما تغير؟ لا.. ليس هذا فقط. في اعتقادي أن تجربة الهلال والاتحاد الماضية وسيطرتهما بالكامل على المشهد، تحتاج إلى القراءة والعظة من أي فريق يريد الاستمرارية في المنافسة، وفي ظني أن العملاقين الكبيرين ركنا إلى الاستمتاع بإنجازاتهما وفريقيهما الأسطوريين آنذاك، ولم يبحثا المستقبل كما يجب، وغلبت الأنا أحيانا في قرارات ومخططات مسيريهما. الهلال والاتحاد، توافرا على فريقين عظيمين ما بين 1997 حتى 2010، ولم يسعيا إلى إيجاد استمرارية لهاتين المجموعتين كما يجب، افتقدا بوضوح نجوما صاعدين يعوضون غياب الأفذاذ عندما يتراجعون، وغابت صفقاتهما المؤثرة، وإن استثنينا ناصر الشمراني فإن آخر صفقة مهمة عقدها الهلال كانت بتوقيع ياسر القحطاني، وفي العام ذاته كانت آخر صفقات الاتحاد باستقطاب كريري. .. لا أشك أبدا أن الهلال والاتحاد سيعودان وسيحققان البطولات، وسيحتاجان إلى وقت طويل لاستعادة اتحاد نور وهلال الدعيع؛ لأنهما لم ينظرا للمستقبل كما يجب ولم يخططا له، بل سكنا لحاضرهما آنذاك، وفتنهما جماله، حتى ذبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي