رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


آسيا تنوع مصادر المكثفات النفطية

تاريخيا كانت خيارات المستوردين الآسيويين من المكثفات النفطية محدودة فيما عدا عدد قليل من الموردين من منطقة الشرق الأوسط، لكن على ما يبدو أن هذا الوضع قد بدأ يتغير، حيث إن الولايات المتحدة تشهد حاليا قفزة في صادرات المكثفات، ومن المتوقع أن تصبح من كبار الموردين بحلول نهاية العقد، ما يوفر خيارات جديدة إلى المستوردين من الدول الآسيوية لتلبية الطلب المتزايد من المجمعات البتروكيمياوية، مصافي المكثفات المعرفة بـ Splitters والمصافي الاعتيادية.
تعتبر الأسواق الآسيوية أكبر سوق للمكثفات في العالم، ستظل تعتمد على الموردين في الشرق الأوسط لتلبية الجزء الأكبر من احتياجاتهم للمكثفات، ولكن الموردين الجدد يعطون آسيا بعض الدعم في مفاوضات الأسعار مع قطر، إيران، السعودية والإمارات. بغض النظر عن النفوذ التفاوضي، على المستهلكين الآسيويين البدء في البحث عن موردين من خارج منطقة الشرق الأوسط، حيث إن الإمدادات من المنطقة قد تبلغ ذروتها ربما في عام 2016. كما أن الاستهلاك المحلي للمنطقة في تزايد أيضا.
الجزء الأكبر من الاستهلاك الآسيوي من المكثفات النفطية والبالغ حاليا نحو 2.2 مليون برميل في اليوم يستخدم في مجال الصناعات البتروكيماوية ومصافي المكثفات، في حين أن كميات صغيرة، لكنها في تزايد، تستهلك في المصافي الاعتيادية في كل من كوريا الجنوبية، اليابان، الهند وسنغافورة لإنتاج وقود المركبات أو منتجات بتروكيماوية. حيث إن المكثفات النفطية، والتي تعتبر منتجات ثانوية من عمليات معالجة الغاز الطبيعي، تنتج نحو 50 في المائة نفثا، إضافة إلى البروبان، البيوتان، وقود الديزل، وقود الطائرات وزيت الوقود.
الطلب على المكثفات النفطية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في نمو مستمر، والطلب الآن لا يأتي فقط من مصافي المكثفات، لكن أيضا كما ذكرت من المصافي الاعتيادية، حيث إن هذه المصافي تحاول استخدامه كبديل عن نفط منطقة الشرق الأوسط الخفيف المكلف نسبيا.
تشير أحدث التوقعات إلى أن كوريا الجنوبية وحدها ستحتاج إلى استيراد نحو 160 ألف برميل في اليوم إضافي من المكثفات بحلول عام 2017، لتلبية طاقات مصافي المكثفات الجديدة. في حين أن إجمالي الطلب الآسيوي من المكثفات من المتوقع أن يرتفع بنحو 300 ألف برميل في اليوم خلال عام 2017، هذا الرقم يفوق النمو المتوقع في إمدادات المكثفات من منطقة الشرق الأوسط ــــ حتى في حالة نجاح إيران في تطوير المراحل الإضافية من حقل الغاز الطبيعي العملاق "بارس الجنوبي"، فإن إنتاج المكثفات سيصل إلى 620 ألف برميل في اليوم. في المقابل، من المتوقع أن تحتاج مشاريع الشرق الأوسط الجديدة إلى إبقاء نحو 350 ألف برميل في اليوم من المكثفات في المنطقة، وهذا يعني توافر كميات أقل لآسيا.
لقد بدأت آسيا بالفعل استيراد المزيد من المكثفات النفطية من منطقة غرب إفريقيا وروسيا، ولكن من غير المرجح أن ترتفع هذه الكميات في المستقبل المنظور. سترتفع إمدادات أستراليا إلى آسيا، ولكن حجم المكثفات سيبقى متواضعا، حيث من المتوقع أن يصل إلى 235 ألف برميل في اليوم في عام 2017 من نحو 160 ألف برميل في اليوم هذا العام. بمرور الوقت ستتضاءل صادرات المكثفات الأوروبية إلى آسيا، حيث تقوم المملكة المتحدة بمزج كميات المكثفات القليلة التي تنتجها مع النفط الخام، من المرجح أن تقوم النرويج بفعل الشيء نفسه عاجلا أم آجلا.
في حين أن الولايات المتحدة ستصبح موردا مهما للمكثفات النفطية إلى منطقة آسيا، حتى في حالة بناء مصافي مكثفات جديدة فيها، حيث إن إمدادات الصخر الزيتي كافية لتزويد الأسواق المحلية الأمريكية وللتصدير إلى الأسواق العالمية، حتى قد تسهم في إيجاد فائض في إمدادات المكثفات. حسب أحدت التوقعات من المرجح أن ترتفع صادرات الولايات المتحدة من المكثفات إلى 650 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2020، ارتفاعا من 80 ألف برميل في اليوم في هذا العام، ومن 13 ألف برميل في اليوم في عام 2014.
على الصعيد العالمي، من المتوقع أن يرتفع إنتاج المكثفات النفطية بنحو 455 ألف برميل في اليوم في هذا العام ليصل إلى 7.2 مليون برميل في اليوم. في حين، سيرتفع الإنتاج العالمي من غاز البترول السائل LPG بنحو 285 ألف برميل في اليوم في هذا العام إلى 9.8 مليون برميل في اليوم. سيأتي جزء كبير من الإنتاج الجديد من الولايات المتحدة. على الرغم من انخفاض أسعار النفط، إلا أن إنتاج الولايات المتحدة من المكثفات وغاز البترول السائل في آذار (مارس) كان أعلى بنحو 550 ألف برميل من الشهر نفسه من العام الماضي.
على المدى القصير، من المتوقع أن يتنافس منتجو المكثفات النفطية في الولايات المتحدة مع نظرائهم من منطقة الشرق الأوسط من أجل حصة السوق في آسيا ـــ تماما كما يفعلون على النفط الخام الخفيف. إن المكثفات النفطية الخفيفة الحلوة وغاز البترول السائل يفاقمان من تخمة الإمدادات في أسواق النفط الخام العالمية، التي تشهد أيضا فائضا في إمدادات النفط الخفيف والحلو. جميع هذه الإمدادات الخفيفة تتنافس وتكمل بعضها بعضا في قطاعات متنوعة من قطاع النقل إلى البتروكيماويات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي