أدوات الإعلام الجديد .. عين للرقابة
حقيقة لا يمكن إنكارها أن سقف الحرية الإعلامية في المملكة قد ارتفع كثيرا خلال السنوات العشر الماضية. وزاد هذا السقف من خلال وعي وتفاعل المواطنين عبر قنوات التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيرا في العالم. تذكر الإحصائيات أن عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يصل إلى ما يقارب 4.8 مليون مستخدم بنسبة زيادة سنوية تفوق كثيرا من دول العالم. هذه الزيادة في الإقبال على أدوات التواصل الاجتماعي خلقت قناة فعالة لإيصال احتياجات المواطنين ورغباتهم لمستويات إدارية عليا، خصوصا بعد أن اقتنع جزء كبير من قيادات المؤسسات العامة والخاصة في المملكة بضرورة الاندماج مع المجتمع والإنصات لمطالبهم وحلها بدلا من ترك هذه الطلبات، الاحتياجات تمر بقنوات تقليدية تطيل فترة وصولها أو تتعرض خلالها لسلطة تزيحها من طريق العرض على المسؤول الأول. والحقيقة التي يجب أن تثبت هنا أن كثيرا من مسؤولي هذه الجهات الرسمية خصوصا قد أثبت تفاعلا وتجاوبا مع مطالبات وملحوظات المجتمع ما نمّى لدى المجتمع ثقافة الجندي المجهول أو المراقب الحر.
في مقال نشر في "الاقتصادية" عام 2011 تناولت موضوع الوسم المستخدم في "تويتر" Hash Tag وكيف سيكون أداة رقابة تصل إلى المسؤول دون قيود، وذكرت: "إن وجود الفجوة بين مقدم الخدمة والمتلقي قد يتسع ويصل معه إلى درجة لا يمكن معها إيجاد الحلول، في حال بقي المسؤول أو الجهة ذات العلاقة بعيدة عن التواصل مع أفراد ومكونات المجتمع في زمن أصبحت فيه الأداة الأولى والمحرك الشعبي الأول هو مواقع التواصل الاجتماعي، وجميعنا يشاهد كيف أسهمت وتسهم أدوات التواصل الاجتماعي في إعادة صياغة فكر المجتمعات وتغيير الشعوب. أيضا فإن وجود فئة الشباب دون أي تواصل من قبل الجهات المحلية يجعلهم عرضة للتعرض للغزو الفكري الذي أصبح لا يعترف بالحدود".
يجب أن نعترف أن الوسم Hash Tag قد ألغى كثيرا من الحدود التي كانت تبنى بين المواطن وبين المسؤول، وقد قرب المسافات ووحد المعاناة التي تتكرر في جنوب وشمال وشرق وغرب البلد، وقد قضى كذلك على كثير من الأدوات التي تستخدم في حجب صوت المواطن ومعاناته. ولا أدل على ذلك من أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أنشأ قناة التواصل الخاصة به للتواصل مع أبنائه وبناته في المملكة.
ومع تقدم التجربة وإثباتها نفعيتها بقي أن نقول للمسؤول إن التعامل مع المواطن المجرد يختلف عن التعامل مع المواطن المسلح بأدوات التواصل الاجتماعي، لذلك أحسنوا اختيار من يمثلكم وكونوا قادرين على مقابلة الناس واحتياجاتهم بحكمة وحنكة حتى لا تكونوا عرضة لأدوات التواصل الاجتماعي التي قد تفقد الوطن قدراتكم.
وفقنا الله وإياكم.