شباب «طاش ما طاش»
ما بال قلوب محبي فريق الشباب وجلة، وبات الخوف يسيطر على أحاديث جماهيره في همسهم تارة وفي تصريحهم تارة أخرى؟! فالتطمينات التي تخرج من الإدارة وتقدمها بين فترة وأخرى، من أجل إبعاد شبح الخوف وبعث الأمل من جديد لم تفلح ولم تؤت ثمارها، وما الصراع بين مؤيد ومعارض وزيادة حدته في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا برهان على درجة الغليان العالية التي تعيشها هذه الجماهير، يحدث كل هذا على الرغم من أن الفريق يملك مواهب وكفاءات فنية عالية، فلا يمكن أن يكون غياب الحارس الأساسي (وليد عبدالله) هو المعضلة والمشكلة؛ فالحديث كان يدور عن هبوط في مستواه قبل الإصابة ـ شفاه الله ـ فأين الخلل؟ ولماذا يخاف من هم في الإدارة من النقد أو البوح بما يساور مشجعي الليث من مخاوف وحسرة على وضع الفريق؟ فالتخبط في معالجة المشكلات الفنية أمر واضح وجلي؛ فأربعة مدربين يتم تغييرهم في موسم رياضي لم ينته حتى الآن يفهم منه أن العلة ليست في هؤلاء المدربين، بل فيمن اختارهم فهل كان الاختيار عشوائياً، ودون دراسة لاحتياجات الفريق لأنه ممكن أن تخطئ مرة، لكن تكرار الخطأ دليل على فساد الطريقة، وعدم جدية من يقوم بالعمل وإهماله، أم كان الاختيار على طريقة "طاش ما طاش" التي غرد بها نائب الرئيس في حسابه على "تويتر"؟.
فإن كانت الإدارة غير مقتنعة بهذا الكم من المديرين الفنيين في موسم واحد؛ فكيف تريد من اللاعبين التعامل والوثوق بهم؟ والمصيبة الكبرى أن هذه الإقالات كانت تأتي بسبب انطباع لاعب أو إداري؛ فمتى ينتظم فريق العمل حضورا وثباتا ودعماً، حتى يذهب الوجل والخوف الذي زرعته الإخفاقات في هذه المرحلة؛ فآسيويا الفريق متذيل الترتيب ويخسر على أرضه بالثلاثة، ويظهر بصورة مخجلة لا تعكس صورة البطل والفريق الشرس الذي كان سابقا, قد يكون لرئيسه الحالي ومن معه من جهاز إداري فلسفة خاصة، يريدون أن يسير الفريق عليها، غير أنهم يجب أن يدركوا أنها لم تصل بهم إلى حيث يريدون ولا يريد محبو الليث وعشاقه؛ فالبحث عن الخلل واجب، ومراجعة الطريقة أمر حتمي، قبل أن تذهب مكتسبات المرحلة السابقة، وأن يتعاطوا مع الإعلام بعيداً عن حساسية كنا وكانوا أو جعله منصة وميداناً لتصفية حسابات شخصية؛ فالحكمة والخبرة اللتان يتمتع بهما الأمير خالد بن سعد تفرضان عليه إبقاء زمام الأمر في يده وعدم المكوث بعيداً عن القرار في النادي أو الركون لرأي مستشار أو عامل قد لا يكون يؤدي العمل كما هو مؤمل منه؛ فمباشرة العمل هي الحل وهي المطلب والمخرج من دوامة الضعف التي يمر بها الشباب الكيان.
*أحمد الفريدي:
ـ لاعب قوي بعلمه وقوي بثقته بالله يعرف ماذا يريد في حياته ويخطط لها بشكل سليم؛ ولذا فهو يرسم أهدافه فيها كما هو في ميدان كرة القدم التي يعشقها بجنون، وحين دهمته الإصابة الصعبة، وهي الثانية التي يكتوي بنارها هذا الموسم، يدرك محبوه أن أبو عمر لن ينحني أو ينكسر، لأنه قضاء وقدر سيعود من بعده نجما كما كان.
* عمر السومة:
ـ طرف الجمال الآخر في هذا الموسم جميلة أخلاقه وحسن حديثه واهتمامه بموهبته بشكل كبير، مع التوازن الكبير الذي يظهر في شخصيته بين الملعب وخارجه؛ فلم تفسد مشاعره الشهرة، ولم يعبث بخياله المال؛ فأبو الخطاب فرض نفسه نموذجا للاعب المثقف بهموم وطنه وكيفية نصرة أمته من خلال سلوكه الحسن ومناداة الكثيرين ممن يخاطبون المتعلمين بأن هكذا رجل حري بأن يكون القدوة والمثال المتبع، مشابها لأحمد الفريدي في كثير من جوانب هذه الإشادة.
* يونس العليوي:
ـ لاعب شاب مشاكس صعب إيقافه على الرغم من قصره وضعف بنيته الجسمانية، غير أن سرعته في الحركة ومشاكسته جعلتا الهلال يرى فيه النسخة المشابهة لحسن الراهب التي كانت تنقصهم في كثير من المباريات خاصة مع إصابة ياسر القحطاني وضعف المردود الفني ليوسف السالم.
الخاتمة:
كبر الخطأ ما كل عذر يغطيه
مثل التعازي ما ترد المصيبة