عاصفة الحزم.. إغاثة المكلوم
الحرب ليست من القرارات السهلة التي يتخذها القائد، لكن القائد المحنك يعرف متى يجب أن يتخذ قرار الحرب. وهذا ما لمسناه جميعا في القرار الحكيم ببدء معركة عاصفة الحزم على من اختطفوا الشرعية في بلد شقيق وجار .. الجمهورية اليمنية. منذ اللحظات الأولى لبدء «العاصفة» التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـــ أيده الله بنصره ــــ وهندستها أيدي رجال الحرب وعلى رأسهم ولي ولي العهد ووزير الدفاع، الكل يتحدث عن نصرة البلد الشقيق والمحافظة عليه من الوقوع في براثن الميليشيات والانقسامات والسقوط في هاوية دول لا تبحث إلا عن زعزعة المنطقة ونقل الدمار إلى كل مكان آمن.
ما لا يعرفه الكثير أن شعب المملكة وبفضل الله دائما ما يكون متماسكا ومؤيدا للقرارات السديدة التي ينتهجها قادة هذه البلاد، حماهم الله، ولذا يعجب البعض من مستوى الأمن والاستقرار الذي يعيشه المواطنون رغم أن طبول الحرب قد قرعت في الجوار. وما لا يعلمه هؤلاء أن هذه الحرب لم تكن للاعتداء على وطن جار وشقيق بقدر ما هي حفظ للشريعة التي اختارها وارتضاها هذا البلد الجار. «العاصفة» انطلقت بعد أن طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساعدة الشقيقة المملكة في حفظ وحدة اليمن وتخليصه من أيدي الأشرار الذين ينتقمون من وطنهم تحقيقا لمصالح دول خارجية مبعثها الطائفية والحقد على أمن واستقرار دول الخليج.
الوقفة الشجاعة التي قامت بها دول الخليج المشاركة في العمليات العسكرية، جاءت نابعة من شهامة الجار ووحدة المصير. اليمن دولة تؤهل لتنضم إلى دول الخليج وقطعت مشوارا لا بأس به، ودول الخليج عليها عبء اقتصادي كبير لمعالجة الوضع الاقتصادي في الشقيقة اليمن حتى تحقق طموحات المخلصين من أبناء اليمن وتشكل قوة اقتصادية تتكامل مع جميع دول الخليج لتحقيق الوحدة التي يطمح لها قادة دول الخليج وشعوبها، وتصل إلى مرحلة الاتحاد التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين ــــ المغفور له بإذن الله ــــ الملك عبد الله بن عبد العزيز.
الدول الشقيقة والصديقة التي أيدت عاصفة الحزم والتي شاركت في قيادة المعركة وتنفيذها جميعها دول تبحث عن الشرعية، وتعي تماما أن المملكة تعمل بعطف لإنقاذ جارتها الشقيقة من مأزق السيطرة الحوثية التابعة لقوى خارجية تسعى لتدمير المنطقة والسيطرة على مقدرات الاقتصاد والقوة. بعض الأصوات التي يجب أن يلتفت إليها الإعلام بكل منابره تلك التي ضُللت أو غويت والتي ترى أن «العاصفة» تهدف إلى تدمير اليمن، أو قتل الأنفس البريئة في البلد الجار. هذه العقول بحاجة إلى مساعدة في تجاوز هذه التصورات والرؤى ونقل الحقائق لهم. المملكة لم تكن يوما بلدا معتديا ولم تكن يوما بلدا يسعى إلى الدمار. السعودية وقادتها يمتازون بالصبر والحلم، ولكن في وقت لا يحتمل الصبر والحلم سترون المملكة تضرب بيد من حديد بيد رجالها الأوفياء لضمان العدالة ورد المعتدين وحماية الأنفس البريئة من العودة إلى زمن الاستعباد والإذلال إكراما للجار وصونا للمقدسات.
حمى الله بلادنا من كل سوء، ووفق قادتنا إلى كل خير، ونحن خلفهم سائرون لضمان مستقبل أبنائنا وحماية مقدساتنا.