مبادرة أمير الشرقية لدعم شباب المنطقة
قبل أسبوعين تقريبا عاد وفد من شباب الأعمال في الشرقية بعد جولة في الإمارات شملت مجموعة من الجهات الحكومية والخدمية في الإمارات، الزيارة كانت فكرتها ودعمها بمبادرة من أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف للاستفادة مما لدى الإخوة في الإمارات من تجارب ناجحة ومد جسور التواصل مع المهتمين بالشأن الاقتصادي والاستثماري هناك.
مبادرة الأمير كانت محل التقدير وسيكون لها جوانب إيجابية على المدى البعيد لهؤلاء الشباب
نجاح الرحلة جعلني أتمنى لو دعم الأمير سعود رحلة أخرى لمسؤولي الأجهزة الحكومية في المنطقة الشرقية.
ولنفس الدولة الإمارات، أزعم أنها ستكون ثرية ومفيدة وستغير الكثير من المفاهيم التقليدية المتوارثة في وتيرة العمل الإداري في المنطقة.
المنطقة الشرقية واحدة من أهم مناطق المملكة التي تزخر بالفرص والإمكانات ورغم كل ما تحقق لها من نجاحات وجهود تنموية إلا أنها أقل بكثير مما لديها من إمكانات وكفاءات متميزة وموارد بشرية مؤهلة وحركة اقتصادية نشطة لكن العمل "البيروقراطي" حرمها من فرص نمو أكبر ولا يعرف هذا إلا من تعامل مباشرة مع الأجهزة الحكومية الموجودة في المنطقة.
الشكاوى من تعقيدات الأمانة، أو مكتب العمل، أو وزارة التجارة، أو البلديات الفرعية وغيرها من الأجهزة الخدمية لم تتغير والكل يطالب باختصار الإجراءات، والتسهيل على الناس لإطلاق مزيد من الفرص في منطقة تتململ من قيود "البيروقراطية"، ولا أظن أمير المنطقة يجهل ذلك وهو يستمع في مجالسه للمهتمين من كل فئات المجتمع.
لو ذهب مسؤولو المنطقة إلى "دبي" لتغيرت قناعاتهم تماما، وربما أصبحوا جزءا من عملية التغيير، التي نحلم بها كمهتمين بالتنمية والعمل المؤسسي وربما أصيبوا بالدهشة لو عرفوا أن "دبي" في حقيقتها لا تملك من حيث الإمكانات الطبيعية والبشرية والمساحة الجغرافية ما تملكه "المنطقة الشرقية" من إمكانات، ولكنها تفوقت في صناعة الفرص وتعزيز التنمية المستدامة، وأصبحت من أهم مدن العالم وأعجوبة الأرقام تسعة ملايين سائح، و254 مليار دولار استثمارات أجنبية، و800 شركة عملاقة وخمسة ملايين فرصة عمل وغيرها.
ماذا لو شاهد مسؤولو المنطقة مركز الإجراءات الموحد لخدمة المستثمرين في "دبي"، الذي يضم جميع الأجهزة ويتعامل مع المستثمرين إلكترونيا، وتستطيع إنهاء إجراءات ترخيصك خلال ساعات دون الحاجة إلى معرفة فلان أو شفاعة فلان ودون الحاجة إلى الملفات الخضراء التي يتناقلها المستثمرون من إدارة إلى إدارة ومن جهة إلى جهة بعشرات التواقيع والأختام لم تضف للتنمية سوى مزيد من الهدر المادي والبشري وتعزيز الانتفاع الشخصي.
وربما قابل مسؤولو المنطقة هناك سعوديين من أبناء وطنهم أو من أبناء المنطقة الشرقية يديرون استثمارات ناجحة وحدثوهم عن الفرق في التعامل والتسهيلات التي دفعتهم للاستمرار في دبي بدلا من المنطقة الشرقية.
المنطقة الشرقية وإمكاناتها الضخمة بحاجة إلى مبادرات نوعية تنقلها من الركود والنمو البطيء ودهاليز "البيروقراطية" إلى خريطة جديدة تعج بالحياة وصناعة الفرص ولا أظن ذلك بعيدا عن ذهن الأمير النشط سعود بن نايف.