رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


اليابان .. مستقبل الطاقة

بعد مرور ثلاث سنوات على تسبب تسونامي في انهيار مفاعل محطة فوكوشيما للطاقة النووية في اليابان، وصلت اليابان إلى مفترق طرق في سياسة الطاقة. حيث يوحي مشروع قانون تم طرحه أنه على الرغم من وعد الحكومة السابقة بمستقبل "خالٍ من الطاقة النووية" في أعقاب الكارثة، فإن الحكومة الحالية مستعدة لإعادة تبني التقنية النووية. إلا أن هذا الإعلان جاء قبل أسابيع فقط من افتتاح مركز أبحاث الطاقة المتجددة في فوكوشيما بتكلفة 10 مليارات ين ياباني (98 مليون دولار أمريكي)، الذي يهدف إلى ريادة عالم التقنية الخضراء. فأي الطرق ستسلك اليابان؟
وشملت الموجة الإصلاحية التي اجتاحت اليابان بعد كارثة عام 2011م مقترحات لتوريد جميع الطاقة اللازمة للبلاد من مصادر متجددة. ولا يوجد أي مكان يأخذ هذا الأمر بجدية أكثر من ولاية فوكوشيما التي تخطط لاستخدام مجموعة من الألواح الشمسية العملاقة، ومحطات الكتلة الحيوية، ومزارع الرياح لتوريد جميع احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2040م. ومن المقرر في العام المقبل تشغيل توربيني رياح عائمين بقدرة 7 ميغاواط هما الأكبر في العالم.
وسوف يعزز افتتاح معهد فوكوشيما للطاقة المتجددة من رؤية ولاية فوكوشيما. ويقع المعهد في كورياما على بعد 60 كيلومترا غرب المحطة النووية المنكوبة، وأنشأه المعهد الوطني للعلوم الصناعية المتقدمة والتكنولوجيا (AIST) القائم في تسوكوبا. وقد استقطب اهتمام شركات الإلكترونيات مثل باناسونيك وشارب، ويجري حاليا أيضا إبرام اتفاقيات التعاون الأجنبية ومن بينهااتفاقية مع معهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية في فرايبورغب ألمانيا. وداخل المعهد سيعمل نحو 100 باحث في المجالات المختلفة بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الهيدروجين وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية.
ويقول نائب مدير المعهد "تيتسو موناكاتا"، إن المعهد سوف يتوسع في برامج البحوث المستمرة منذ فترة طويلة في المعهد الوطني للعلوم الصناعية المتقدمة والتكنولوجيا (AIST)، كما يشير إلى وجود أهداف ملموسة مثل تخفيض سمك رقائق السليكون للخلايا الشمسية لتصل إلى 80 ميكرومتر خلال سبع سنوات.
لكن البعض يرى أن المعهد سيكون نموذجا استعراضيا تتضاءل فرصة تحقيقه للنجاح. ويشير النقاد إلى أن صانعي الألواح الشمسية اليابانية يكافحون بالفعل للتنافس مع التكاليف المنخفضة التي يقدمها المصنعون الصينيون. ويقول "تيتسوناري يدا" رئيس معهد سياسات الطاقة المستدامة في طوكيو، إن معهد فوكوشيما يفتقر للخبرات وسوف تعوقه البيروقراطية الحكومية، وأضاف "أنا لا أعتقد أننا يمكن أن نتوقع منه الكثير من حيث النتائج العملية".
ويشير المتشككون أيضا إلى ما يبدو أنه تحرك للحكومة نحو الطاقة النووية. وعلى الرغم من استمرار تسرب المياه المشعة المخزنة في فوكوشيما دايتشي، والمناطق المحظورة الواسعة المتبقية حوله، تشير مسودة خطة الطاقة إلى أن الحكومة ستدفع باتجاه إعادة تشغيل مفاعلات اليابان القابلة للتشغيل البالغ عددها 48، التي أغلقت بعد الزلزال الذي تسبب في الكارثة. ومن المتوقع أن تتم الموافقة على هذه الخطة في القريب.
ومع ذلك فقد تم تفعيل مجموعة متنوعة من سياسات دعم الطاقة الشمسية على الصعيدين الوطني والمحلي في اليابان على مدى العقدين الماضيين. كما أدت "تعريفة إمدادات الطاقة المتجددة" الوطنية الأخيرة إلى تسارع الاستثمار في طاقة الرياح والكتلة الحيوية وكذلك الطاقة الشمسية. وفي اليابان - كما في جميع أنحاء العالم– أصبحت ربحية مصادر الطاقة المتجددة واضحة بلا جدال.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي