1 / 0
يقول دييجو بابلو سيموني صانع أتلتيكو مدريد الحديث، قبل مواجهة برشلونة في ربع نهائي كأس الملك الإسباني: "نواجه اليوم أفضل نسخة من برشلونة، فريق يجيد الضغط على المنافس ولا يعطيك أي فرصة للتدارك". مع اختلاف القدرات الفردية يبدو أهلي جدة كذلك، بمجموعته الحالية هو أفضل نسخة من الأخضر الجداوي في تاريخه، وأول فريق أهلاوي يسعى لامتلاك زمام المبادرة أمام الكبار، بعد أن كان تاريخه الماضي أمامهم ردة فعل غالباً.
جروس السويسري الدقيق جداً في عمله، كوّن فريقاً لم يهزم حتى الآن، وتوافر له مهاجم صريح لا يستطيع تجاوز لاعب على لاعب ويملك أفضل نهاية للكرة في الشباك من كل مكان وبكل طريقة.
أمام الأخضر فرصة كبيرة للفوز باللقب الغائب منذ أكثر من ربع قرن، حتى لا يضيع الفرصة عليه أن يدرس جيداً سيناريو موسم 2012، عندما خسر اللقب بفارق نقطة أمام الشباب.
رتم الأهلي البطيء لم يعد كذلك، بات يرتد سريعاً في كل الاتجاهات، وأصبح الفريق الأفضل في ألعاب الهواء، وهنا مصدر خطورته الحقيقية، يملك الفريق أفضل مهاجم في الدوري، وأفضل مدافع وهو الشاب الصاعد معتز هوساوي، ماذا بقي ليحقق الدوري؟ عليه أن يفوز على حامل اللقب ويمضي في خطوات ستكون الأسهل من موقعة اليوم.
مباريات مثل هذا النوع لا تهم فيها التفاصيل كثيراً، لا أحد يحفل بالاستحواذ، بالمهارة، بطريقة التسجيل، المهم أن تنتهي المباراة ولديك أكثر أهداف في الشباك المقابلة، قد تستمر مستحوذاً لكن خطأ صغير يلغي كل شيء، إنه التركيز الذهني العالي فقط، طريق الفريقين للقب.
في النصر، ميزات ظاهرة، وهي التنوع في اللعب، والخطورة في المساحات الضيقة، والقدرة على استرجاع الكرة سريعاً، والذكي بين دا سيلفا وجروس مَن يعرف الوقت المناسب للهجوم، لأن ضرب أيٍّ من المرميين سيكون تعويضه صعباً جداً، ولذلك ستكون السرعة في الأداء سبباً حقيقياً للانتصار.
الجانب المعنوي يقف إلى جوار النصر، على اعتبار أن أيّ هزة للأهلي في أثناء المباراة، ستستدعي كل السيناريوهات السوداء في أذهان اللاعبين، ويبدأون في التفكير: هل هو عام جديد من سنوات الصبر؟ هل علينا الانتظار عاماً آخر؟ هل ما زالت الأمتار الأخيرة تعاندنا؟ وهناك سيكون مزيد من الأخطاء الفردية القاتلة.
الأوروجوياني خورخي دا سيلفا مدرب يجيد إدارة المباريات الحاسمة، أكثر من إيجاد نظام عام يسير عليه الفريق، لذلك تتأرجّح مستويات الفرق التي يقودها في الدوري تحديداً، عنوانه الأبرز في مثل هذه اللقاءات هو التحفظ، حماية المرمى أولاً، وغالباً ينجح. الأهلي والنصر على السواء لم تقلب عليهما مباراة هذا الموسم، لم يتقدم أيٌّ منهما ويخسر، ونجحا أكثر من مرة في اللحاق بالمتقدمين وتحويل الخسارة إلى فوز أو تعادل، ولهذا أتوقع أن المتقدم أولاً هو الفائز اليوم.
أكثر ما أخشاه على النصر هو الاندفاع القوي برغبة الانتقام، وأكثر ما أخشاه على الأهلي البداية السيئة والسيناريوهات السوداء في ذهنية اللاعبين.
مباراة صعبة.. ساخنة.. مرتقبة.. سيسجل فيها أحد النجمين هدف المباراة الوحيد، ولن يضيف أحدٌ آخر غيره، إنها مباراة الهدف الواحد، كرة ساقطة خلف المدافعين في غفلة، ستنهي كل شيء. النصر والأهلي هدف وحيد فقط.
حتى تفوز في المباريات الحاسمة، يقول الملهم دييجو سيموني: "عليك أن تعرف جيداً الخصائص الإيجابية التي يتميز بها خصمك، وتسعى قدر ما تستطيع إلى قتلها".