التنافس الحميد بين جوائز الملك فيصل وجوائز ألفريد نوبل
احتفلت مؤسسة الملك فيصل في الأيام القليلة الماضية بمناسبة توزيع جوائزها السنوية على الفائزين من المبدعين في مجالات علمية مختلفة، وكالعادة في كل عام تعقد المقارنات بين جوائز مؤسسة الملك فيصل وبين جوائز ألفريد نوبل.
ورغم أن البعض لا يفضل هذه المقارنة إلاّ أن مقارنة جوائز مؤسسة الملك فيصل بجوائز نوبل شيء يبعث على الفخر، لأن مقارنة جوائز مؤسسة سعودية بجوائز أكبر المؤسسات العلمية على مستوى العالم شيء يبعث على الفخر، ويؤكد أن مشاريعنا العلمية السعودية وضعت نفسها على قدم المساواة مع المشاريع الكبرى في العالم.
ويجب أن ندرك أن جوائز مؤسسة الملك فيصل العالمية تحمل اسم شخصية قيادية عالمية غالية على نفوس العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم، وله أدوار مهمة على طريق تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وحري بنا أن ننهض بالجائزة ونجعلها دائما في مصاف أكبر الجوائز العالمية العلمية، أولاً لأنها تحمل اسم حاملها وهو الملك فيصل بن عبدالعزيز، وثانيها أنها تصدر من المملكة العربية السعودية مهد الرسالة المحمدية ومأرز الدين الإسلامي الأقوم.
ولكن حتى نحافظ على استمرار نجاح جوائز مؤسسة الملك فيصل في المنافسة مع أكبر الجوائز العالمية يستوجب تطوير نظام الجوائز، وأهم الملاحظات على جوائز مؤسسة الملك فيصل هو اهتمامها بقضايا الشأنين المحلي والإقليمي أكثر من الشأن العالمي، ما جعلها تبدو كأنها تتملق الإسلام على حساب الثقافات والديانات الأخرى.
واللافت أن كثيرا من السعوديين حصلوا على جوائز الملك فيصل، بينما لم يحصل سعودي واحد ــ حتى الآن ــ على جائزة نوبل.
ودعوني أكون صريحا، إن عدم فوز سعودي واحد بجائزة نوبل، بينما فاز سعوديون كثْرٌ بجائزة الملك فيصل يضعنا في موقف حرج، وإذا كان السعوديون لم يفوزوا بجائزة نوبل، فلماذا لا يعملون ويسعون للفوز بها طالما أن الأبواب مشرعة لهم كما شرعت أمام الأشقاء المصريين وأمام غيرهم من علماء العالم، علماً بأننا نرفض أي ادعاء يقول إن العقلية السعودية ما زالت أدنى من بلوغ استحقاقات هذه الجائزة!
إن المملكة العربية السعودية قدمت ـــ عبر التاريخ القديم والحديث ـــ خدمات جليلة للإنسانية من مواقع شتى، أهمها سعيها الحثيث نحو تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي، وكذلك سعيها الدائم لترسيخ مبادئ الأمن والسلم الدوليين في كل أنحاء العالم، وها هو مركز الملك عبدالله لحوار الأديان والثقافات في قلب أوروبا في العاصمة النمساوية فيينا يفتح أبوابه لكل علماء وفقهاء الدنيا دون تمييز، بهدف نشر ثقافة التعايش والسلام فوق كوكب الأرض.
لقد عز علي ألا يكون سعودي واحد من بين العالميين الذين نالوا شرف الحصول على جائزة نوبل العالمية، وكتبت مرارا أتمنى من الأشاوس السعوديين والسعوديات أن يعدوا أنفسهم ويتقدموا للحصول على هذه الجائزة العالمية العزيزة التي لها وقع علمي وعالمي واسع الأرجاء والأصداء في جميع المؤسسات البحثية في العالم.
وكنت دائما وما زلت أشدد بمطالبة الفعاليات العلمية في المملكة العربية السعودية بالعمل على دفع أحد العلماء السعوديين لنيل جائزة نوبل العالمية.
ولعله من المناسب أن نرصد ما جنته مصر من فوز الأديب العالمي نجيب محفوظ بجائزة نوبل، وما جنته من فوز العالم العالمي أحمد زويل بجائزة نوبل، وما أحرزته مصر من مكانة علمية على مستوى العالم.
إن المملكة العربية السعودية باتت تغرد في جميع الأصعدة العالمية وأصبح لها دور في صناعة الحياة الكريمة لإنسان هذا العصر، ومن غير الملائم أن تقوم بكل هذه الأدوار العالمية وتظل بعيدة عن جوائز نوبل.
ولذلك ندعو بقوة العباقرة السعوديين والسعوديات إلى ولوج مجالات الفوز بجوائز نوبل، وأحسب أن نجمتين سعوديتين هما الدكتورة حياة سندي والدكتورة مي ماجد القرشي من المؤهلين للترشح للحصول على جائزة نوبل، وأذكر أن منظمة Teck Pop وهي منظمة مستقلة معظم أعضائها من حملة جوائز نوبل وعلى رأسهم بيل جيتس.. قد اختارت الدكتورة حياة سندي ضمن أفضل 15 عالماً على مستوى العالم، ينتظر أن يحدثوا تغييراً كبيراً في منظومة الحياة البشرية بما كتبوه من أبحاث وما اخترعوه من مبتكرات علمية نادرة، كذلك فإن الدكتورة مي ماجد القرشي إحدى خريجات الدفعة الأولى من الحاصلين على درجة الدكتوراه في الهندسة الحيوية 2013 من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، قالت في حفل تخرجها "إن الدكتوراه ستكون رخصة الوصول لنوال جائزة نوبل العالمية بإذن الله".
وأستطيع القول إننا أمام مشروعين سعوديين متاحين للحصول على جوائز نوبل، ونتمنى من المؤسسات العلمية السعودية أن تتبنى فكرة بلوغ هاتين العالميتين إلى الجائزة الكبرى.
وإذا كان عدد كبير من العلماء السعوديين قد حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية في مجالات خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية أو في الأدب العربي.. إلاّ أن جائزة نوبل في أي حقل من حقول العلم والمعرفة لها وقع عالمي واسع الأرجاء والأصداء.
ويجب ألا نستكثر على العبقرية السعودية الحصول على هذه الجائزة العالمية، فالتاريخ القديم والحديث يشهد للمواهب والقيادات في الجزيرة العربية بالتفوق والعبقرية في جميع مجالات الحياة.