«التفحيط» ودور الأسرة في الحد منه
من الممارسات الخاطئة والضارة التي يمارسها بعض مراهقينا، ظاهرة التفحيط التي تنامت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، ملحقة الضرر الكبير بالأرواح والممتلكات، ما دفع الحكومة السعودية إلى السعي لسن قوانين رادعة تحد من هذه الظاهرة وتجتثها من جذورها، وهو ما يناقشه مجلس الشورى السعودي حاليا.
قبل أن نسن قوانين تحد من هذه الظاهرة، يجب أن نسأل أنفسنا أولا: من المسؤول عن تناميها بين المراهقين سواء كانوا ممارسين أو مشجعين ومتجمهرين؟ بالتأكيد تتحمل الأسرة المسؤولية الأكبر في ممارسة ابنها لكل الممارسات الخاطئة، ومنها التفحيط دون أدنى شك.
أطفالنا وتربيتهم هي رسالتنا الأهم في الحياة التي يجب ألا نحيد عنها وألا نتراخي فيها، فهؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا، وغرس القيم فيهم هي مسؤولية الأسرة في المقام الأول قبل المدرسة والدولة أيضا.
لو أن كل ولي أمر اضطلع بدوره في تربية أطفاله وغرس القيم فيهم منذ الصغر ورعاهم الرعاية الكاملة ونصحهم وأرشدهم وبين لهم الصواب من الخطأ، لما شاهدنا نماذج شاذة في المجتمع يتضرر منها الجميع.
القوانين المرتقبة التي ستطول المفحطين والمتجمهرين تشجيعا وتحفيزا لهم، لا شك أنها عامل مهم في الحد من تلك الظاهرة والقضاء عليها، ولكن يجب أن يصاحبها أيضا عمل توعوي يسهم في عدم انضمام مفحطين ومتعلقين بالتفحيط من الأجيال المقبلة.
رب الأسرة يحتاج للتوعية قبل النشء، ويستحق الاستهداف من قبل الجهات المختصة في توعيته ومساعدته على حماية أطفاله من تلك الظاهرة، والمحافظة عليهم من سلوك طرق الشر أيا كانت.
لا أحد يشكك في أن شبابنا مستهدف من قبل قوى الشر في المنطقة، ومساعيهم لانحرافه لا تهدأ سواء عبر المخدرات أو عبر تجنيدهم للانضمام للجماعات المتطرفة أو لممارسة سلوكيات خطرة كالتفحيط الذي أزهق كثيرا من الأرواح وأسهم في إعاقات جسيمة لكثير. ومن هنا يجب أن يتكاتف الجميع لحمايتهم.
لا نزكي أنفسنا فكلنا يحتاج إلى التوجيه والإرشاد، وأولياء الأمور لا أحد يشكك في حرصهم على أبنائهم، ولكن تنقصهم الدراية والمعرفة بوسائل التربية الحديثة القادرة على التعامل مع السلوكيات الطارئة على النشء وحمايتهم.
ماذا لو تم تخصيص برامج تلفزيونية وإذاعية توعوية مركزة تسهم في تطوير قدرات أولياء الأمور في تربية أبنائهم، وإطلاعهم على وسائل التربية الحديثة وطرق التعامل مع المراهقين للحفاظ عليهم وحمايتهم من سلوك طرق الشر، ومنها "التفحيط" لا شك؟