إعلام المستقبل..كيف؟
في كانون الثاني (يناير) 2012 أعلنت شركة “كوداك” المتخصصة في التصوير الفوتوغرافي إفلاسها بعد 130 عاما من تأسيسها. كانت الشركة تشتهر بصناعة الأفلام. وحاولت الاستمرار بالتركيز على التصوير والطباعة الرقمية.
مسار الشركات ذات العلاقة بالتصوير والإعلام والتقنيات، شهد في الآونة الأخيرة تقلبات كثيرة، مع تسيد عصر الديجتال.
هناك من نأى عن مصير الإفلاس، وهناك من أغرقته التقنيات الجديدة، وهناك من لا يزال يقاوم الرياح العاتية؛ بإيجاد حلول إبداعية تحقق النهوض من خلال مسائل تتعلق بتنويع النشاط أو الإبداع فيه.
شاركت الأسبوع الماضي، في ندوة عن “الصحافة الإلكترونية”، وقد مر الحديث على الصحافة بشكل عام. ومن المعلوم أن الصحافي الجيد عملة نادرة، تزداد قيمتها يوما بعد آخر. لكن الوعاء الورقي والتلفزيوني تحكمه التطورات التقنية الكبيرة، التي يمكن أن تثري هذا الوعاء، أو تؤدي إلى ضموره.
إن الحديث عن تغير أدوار الصحافة الورقية والصحافة التلفزيونية كأوعية، ليس مجرد خيال، لكن هذا لا يعني أن ينتهي دورهما، فهذا الدور لا يزال مهما، شريطة أن يتم الأخذ بالأوعية المستجدة.
وفي عصر التطبيقات والمنصات التي تعطي محتوى مميزا، لا يمكن للإعلام العربي، أن يتعامل مع هذه التقنيات باستسهال. واقع الحال؛ إن غالبية الصحافة الإلكترونية عندنا، تراوح في مكانها، وتنقل من الصحف التقليدية بطريقة القص واللصق. مثل هذا الفعل لا بد أن ينتهي، وأن يتحول المحتوى الصحافي والتلفزيوني إلى محتوى معروض للبيع مثل أي سلعة إعلامية أخرى، وعلى من يريد نقلها من خلال صحيفته الإلكترونية أن يدفع ثمن ذلك. ومن الغريب جدا سكوت المؤسسات الصحافية والإعلامية السعودية عن حقوقها. ومن الطريف أن المنصات التي تسرق المحتوى الإعلامي أصبحت أكثر انتشارا من بعض الصحف التي يسرق منها هذا المحتوى.