رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سراب «فيفا»

لا يمكن لأحد أن ينكر وجود سلبيات في عمل مجلس اتحاد كرة القدم المنتخب، وليس اكتشافا مذهلا القول بأن الدستور الحالي لمجلس الاتحاد والجمعية العمومية لا يخدم المصلحة العامة لكرة القدم السعودية وأنه تم تفصيله لخدمة أشخاص لا مؤسسات.
.. عند الربط بين النظام الأساسي الحالي، والفترة الزمنية التي تمت صياغته فيها، يمكن فهم سبب وجود بعض مواده الغريبة، ومع هذا كله لا يمكن أن يكون كل ما سبق مبررا لسحب الثقة أو المطالبة بحل المجلس وتسيير الأمور بلجنة مؤقتة حتى تتم إعادة صياغة المواد المختلف عليها وتنظيم انتخابات جديدة، وإن تم هذا سيكون نحرا للديموقراطية التي يطالب بها "فيفا"، الاستمرارية في دعم مخرجات صناديق الاقتراع مع تمحيص بنود النظام كل فترة أصوب وأجدر بالوثوق.
أبرز الخلافات في مواد النظام الأساسي، أن السباق الانتخابي يتم على المقعد بمتسابقين مستقلين، لا ينتمون إلى قوائم تشترك في الرؤى والخطط والأهداف، ما يعني أن الأساس في المجلس المتوقع، الاختلاف وليس الاتفاق، فكيف يدير رئيس الاتحاد مجلسا مكونا من أعضاء مستقلين كل واحد يحمل رؤية خاصة، هذا هدر كبير للوقت.
الخلاف الثاني ينطلق من السؤال، هل المقعد البرلماني في الجمعية العمومية، للاسم الفردي الذي يشغله أم للمؤسسة التي رشحته؟ إذا كان للمؤسسة فيجب أن تكون مقاعد الجمعية العمومية 156 بعدد الأندية المسجلة رسميا في البلاد، مضافا إليها مقاعد الروابط الأخرى، وإن كان المقعد للفرد فيجب أن تسبق ذلك انتخابات تمهيدية بين الأندية توصل للمقعد وتعتمد القوائم أيضا. أي الاتجاهين أصح؟. هاتان مادتان يجب توضيحهما في النظام الجديد. أمر مهم ثالث، وهي شروط قبول المتسابق في انتخابات الجمعية، اعتقد من الأفضل إضافة شرط عدم ممارسة أي مهنة أخرى تتقاطع مع العمل الإداري الرياضي، مثل حيازة شركات رياضية، أو الصحافة.
الأهم من هذا كله، علينا قبول نتائج الانتخابات أي كانت الأسماء الفائزة، ندعمها ونمنحها الثقة طوال سنوات الولاية الرباعية، ولا يتناقض هذا أبدا مع الاختلاف والمناقشة والرقابة، دون فتح جبهات ومعارك شخصية تقوض العملية الانتخابية كلها فالديموقراطية لا تتجزأ.
.. والديموقراطية، يجب أن تترافق وقضاء مستقل، وهذا خطأ وقع فيه مجلس الاتحاد الحالي، حين كوّن لجانه القضائية والرقابية بالاختيار ولم يشكلها بالانتخاب كما يفرض فيفا. مجلس الاتحاد الحالي، وذراعه التنفيذي الأمانة، عليه أن يستوعب تماما أن زمن السيطرة المطلقة على كل الأمور ولّى، وأن الجمعية العمومية ستمارس أدوارها بوضوح لذلك من الحكمة ألا يترك بصماته على أبواب الثغرات، وتلك إحداها.
.. مع زيارة وفد "فيفا"، مهم ألا ننسى بأننا نمضي في عام انتخابي في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولذلك لن تخوض منظمة "فيفا" المشبوهة التكتلات، في أي معارك جانبية هذا العام، وستبقى الحال في كرة القدم السعودية كما هي حتى تفرغ من معركتها الكبرى، ولهذا فالمبالغة في التطلعات الآن، هي مطاردة سراب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي