رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إدمان النقد

هناك من ينظر إلى السماء، فلا يرى سوى سواد الليل. وهناك من يرفع رأسه، ليرى ضوء القمر، ويبتهج بالجمال الذي يشيعه.
هذا هو الفارق بين نظرة ونظرة.
البشر يتفاوتون، هناك الإنسان المتشائم، الذي لا يرى سوى السلبي، وهناك المتفائل الذي يتلمس نقطة الضوء هنا وهناك، ليستمد منها إشارة إيجابية.
في حياتنا العامة، تستشري غواية النقد، وكلنا ذلك الإنسان الناقد، ولكن الحالة عند البعض تتحول إلى إدمان.
إن آفة أي أمة، تتمثل في فئة من الناس تستمرئ جلد الذات، وتعيش عقد النقص، فتحلو كل الأشياء الزهيدة عندما تكون في أيدي الآخرين، وترخص الأشياء الثمينة التي بين أيديهم.
وترى طائفة من الناس تعيش هوس المقارنات الانتقائية، حيث لا ينظر للصورة في إطارها المكتمل. ولا شك أن هذا الأمر تتقاسم مسؤوليته عوامل متعددة، بعضها تربوي وثقافي وبعضها اجتماعي.
ومن الأمور التي تلفت الانتباه، أن النقد أصبح عند البعض حالة إدمان، لا يمكن الفكاك منها. ولا تكاد تأخذ من بعضهم كلمة إيجابية واحدة.
ومثل هؤلاء من المؤكد أنهم يعيشون جحيما حتى في محيطهم الاجتماعي، إذ من غير الممكن تصور أسرة مثالية، وهي تتعايش مع مثل هذه الشخصية التي تمتهن النقد ولا ترى الإيجابي أبدا. هذه التناقضات السلوكية عند مثل هؤلاء، تتحول إلى مرض اجتماعي، سرعان ما تظهر نتائجه داخل الأسرة الصغيرة، وتطفو في المجتمع الكبير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي