رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


استقلال الطاقة الشمسية الأمريكية

يعتمد فوز أو خسارة حرب الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة على السعر، والطاقة الشمسية حاليا رخيصة بل وتزداد رخصا. حيث تستطيع شركات تركيب الوحدات الشمسية شراء هذه الوحدات جملة مقابل أقل من 60 سنتا لكل واط، بما يوازي نصف التكلفة التي كانت قائمة قبل خمس سنوات فقط. والطاقة الشمسية اليوم – حال اعتبار كل العوامل المالية - رخيصة رخص الشبكة الكهربائية عندما تكون أسعار الاستهلاك السكني 15 سنتا لكل كيلوواط ساعة أو أكثر، وهي الحالة التي تنطبق تقريبا على 16 في المائة من سوق تجزئة الكهرباء في الولايات المتحدة. وقد تحول أكثر من 100 ألف منزل أمريكي إلى الطاقة الشمسية فقط في عام 2013، وذلك وفقا لرابطة صناعات الطاقة الشمسية. إن التحدي المتمثل في تكلفة تقنيات الطاقة الشمسية يتم التغلب عليه شيئا فشيئا.
وتنخفض تكلفة الاحتكاك هي الأخرى لتصل في بعض الحالات إلى الصفر عندما يتعلق الأمر بالاستهلاك المنزلي وذلك بفضل الشركات التي تستأجر وتثبت المعدات مثل شركات سولار ستي، وصن جيفيتي، وصن رن، وفيفينت. بل إن مرافق الكهرباء الحكومية في بعض الأحيان تقدم شيئا مماثلا يطلق عليه اسم "الطاقة الشمسية المجتمعية". وتختلف تفاصيل العقود المبرمة، ولكن دوما تدفع الشركات نظير تركيب الألواح الشمسية على الأسطح وتجني الإعفاءات الضريبية والحوافز الأخرى المصاحبة. بينما يدفع أصحاب المنازل ثمن الإيجار ونسبة محددة للكهرباء، ما يؤدي إلى فاتورة إجمالية أقل من فاتورة الكهرباء الحالية. وتسري معظم عقود الإيجار لمدة 20 عاما، وتشمل الصيانة.
والفكرة هي إزالة "وصمة العار" التي تفيد بأن الطاقة الشمسية مكلفة. ويسمح الخصم الضريبي نظير تركيب وحدات الطاقة الشمسية لأصحاب المنازل أو وكلائهم بالحصول على خصم يصل إلى ثلث تكلفة شراء وتركيب هذه الأنظمة. بل ويمكن لمختلف الحوافز المركزية والمحلية أن تزيد من مكاسب هذه الصفقة.
ولقد كان لهذه الإغراءات أثرها في أن جعلت الطاقة الشمسية تحظى بشعبية كبيرة في ولاية أريزونا، حيث يتم تثبيت أكثر من 15 مصفوفة على أسطح منازل الولاية كل يوم. وعندما تسير في الشارع ترى من كل بيتين بيتا مثبتا عليه ألواح شمسية. وارتفع عدد هذه البنايات "المستقلة بالطاقة الشمسية" من مجرد 4770 في عام 2010 إلى أكثر من 30 ألفا اليوم. ولكن مع تحول المنازل إلى إنتاج الكهرباء التي تستهلكها، فإن مرافق الكهرباء تفقد عملاء كانوا يدرون عليها ربحا وتواجه تراجعا في قواعدها التي تحملها تكاليف البنية التحتية الضخمة، مثل بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء أو صيانة الشبكة. وتبلغ تكلفة صيانة الشبكة المحلية التي تزودنا بالكهرباء في حال عدم وجود الألواح الشمسية 60 دولارا في الشهر لكل أسرة على الأقل، وهي التكلفة التي يتجنب دفعها أصحاب المنازل العاملة بالطاقة الشمسية. ونتيجة لذلك فإن المرافق تفرض على عملائها هذه التكلفة الإضافية البالغة 60 دولارا لكل أسرة حال التحول إلى الطاقة الشمسية. وربما يكون هذا التغير في التكلفة قد خرج عن نطاق السيطرة، ما اضطرت الشركة إلى فرض الرسوم لمواجهة تثبيت وحدات الطاقة الشمسية في المنازل.
والقضية اليوم أكبر من ولاية أريزونا، فإن أكثر من 40 ولاية تسمح لمالكي العقارات ببيع الطاقة الزائدة التي تولدها الألواح الشمسية إلى شبكة الكهرباء، ومعظم هذه الولايات تلزم مرفق الكهرباء بشراء هذه الطاقة. وعلى الرغم من أن منشآت الطاقة الشمسية تمثل اليوم أقل من ربع من 1 في المائة من إمدادات الكهرباء في الولايات المتحدة، فإن مرفق الكهرباء يخشى أنه إذا انتشرت الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح انتشار المداخن، فقد يفلس المرفق أو ينحصر دوره في صيانة الشبكة. ولا شك أن شركات الكهرباء لم تتلق تلك الضربة الموجعة في إيراداتها بعد، ولكنها تشعر باقترابها. ونتيجة لذلك فقد بدأت المرافق في أوكلاهوما وويسكونسن في بث الدعاية ضد أصحاب المنازل الشمسية، وفي هاواي نجحت المرافق في منع التوسع في تركيب النظم الشمسية.
ويتضح من الحرب الناشئة بين المرافق وعملاء الطاقة الشمسية وجود تحول أساسي في اقتصاديات الشبكة الكهربائية. حيث إن استيراد الألواح الشمسية الرخيصة من الصين إضافة إلى حوافز الحكومة المركزية والولايات تسببا في تحويل الطاقة الشمسية من مسعى متخصص إلى قوة كبيرة قادرة على تغيير صناعة الطاقة، بل وكبيرة لدرجة تهديد مرافق دام وجودها على مدى المائة عام الماضية. ويمكن لهذه المعركة بين أصحاب المنازل والصناعة أن تتنامى لتنتهي بإعادة تشكيل المشهد السياسي، وتوحيد مناصري البيئة وأعضاء حركة الشاي. وقد ينتج عن ذلك بدء نموذج عمل جديد لشبكة الكهرباء، وشكل جديد من أشكال السلطة السياسية في المدن الصغيرة.
ولقد خاض أصحاب المنازل الشمسية كفاحا كبيرا، وساعدهم على ذلك ما حققوه من وفورات وأيضا عن استقلالهم في مجال الطاقة. وفي عام 2013 نشر أصحاب المنازل في أريزونا وممثلو صناعة الطاقة الشمسية الإعلانات التي تعدد فوائد الطاقة الشمسية، بما في ذلك الاكتفاء الذاتي، والحد من التلوث، وزيادة المنافسة على الاحتكارات الصغيرة مثل شركة الخدمات العامة في أريزونا (APS). ونجحوا في تبديد مخاوف مرفق الكهرباء من مستغلي الطاقة الشمسية. وخلافا للمرافق تراود الكثير من أصحاب المنازل فكرة نظام الطاقة اللامركزية التي تكون أقل اعتمادا على الشبكة، حيث تزود المنازل نفسها بالطاقة إلى حد كبير. وما تنتهي إليه هذه المناوشات يمكن أن يعيد تشكيل كيفية الإمداد بالكهرباء ومدى صداقة النظام الجديد للمناخ أولا في ولايتي أريزونا وكاليفورنيا ولكن بعد ذلك في أجزاء أخرى من الولايات المتحدة والعالم. ويسبب ازدهار الطاقة الشمسية في أستراليا وإسبانيا وألمانيا مشاكل مماثلة، بما في ذلك اقتراب نهاية بعض كبرى شركات الطاقة الألمانية. وعلى الصعيد العالمي تم تركيب أكثر من 100 جيجاوات من الطاقة الشمسية بما يكفي لتشغيل ما يقرب من 17 مليون منزل أمريكي.
والتحدي الأكبر الذي تواجهه المرافق – وهو تحد قد تسهم الطاقة الشمسية المنزلية وكفاءة الطاقة في تفاقمه - هو التباطؤ في نمو استهلاك الكهرباء على الصعيد الوطني منذ عام 2000. ولأن الكثير من المرافق – وإن لم تكن كلها - تجني الكثير من الأرباح من خلال بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء، وخطوط النقل، وغيرها من بنى الشبكة التحتية مثل العدادات الذكية، فإن نموذج العمل السائد بهذه المرافق يواجه تحولا خلال العقد القادم أو أكثر، وهذا التحول قد تساعده أو تضره الطاقة الشمسية المنزلية. والحاجة تدعو إلى ابتكار أو إبراز حوافز ونماذج أعمال الجديدة - مثل الطاقة الشمسية المجتمعية - لضمان توافر إمدادات كهرباء يمكن الاعتماد عليها في الولايات المتحدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي