رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«كورونا» يطل برأسه من جديد

لا يمكن أن يمر تصريح لمنظمة الصحة العالمية تجاه فيروس "كورونا" إلا ويتضمن توصيات لوزارة الصحة السعودية بضرورة اتخاذ مزيد من التدابير للوقاية من المرض والحد من انتشاره، وتكرار مثل هذه التوصيات يعطي مؤشرا على أن ما يتم اتخاذه من احترازات لا ترقى للمأمول والمنشود.
ثلاث سنوات ووزارة الصحة تحاول القضاء على المرض القاتل الذي فتك حتى الآن بأكثر من 380 شخصا في السعودية، ولكنها لم تفعل، وما زالت المنظمة الدولية تطالبها باتخاذ مزيد من التحوطات والتدابير خاصة في مستشفياتها ــ كما ظهر في آخر توصية للمنظمة ــ التي شددت على ضرورة تعزيز التدابير الوقائية في المستشفيات لأن انتشار المرض فيها حدث بشكل واسع. المستشفيات التي يفترض أنها مسؤولة عن تعافي الناس أصبحت خطرا عليهم، وأغلبية الإصابات بالمرض القاتل حدثت داخل جدرانها، ولم يقتصر الأمر على المراجعين بل إن الممارسين الصحيين في تلك المستشفيات لم يسلموا من المرض وأصيب كثير منهم، وهي دلالة على أن العمل للوقاية من المرض يعاني إهمالا وقصورا.
الإصابات بالمرض القاتل تتزايد في السعودية بشكل ملحوظ، وبلادنا تستحوذ على 85 في المائة من أعداد المصابين في العالم، وهو ما يجب أن نضع أمامه أكثر من علامة تعجب، فالمملكة بما وهبها الله به من إمكانات غير قادرة منذ ثلاث سنوات على وقف انتشار المرض.
قد يقول قائل إن للسعودية خصوصية ولا يمكن مقارنتها بالدول الأخرى، وإنها عرضة للفيروسات والأوبئة من خلال توافد الملايين عليها من الحجاج والمعتمرين سنويا، وهي حجة غير مقبولة وغير مقنعة، فالفيروس نشأ من هنا وانتشر هنا ولم يُصدَّر لنا من الخارج بل نحن من يصدره، فالتقارير تشير إلى أن السعودية هي "بؤرة" المرض الرئيسة في العالم. لا يمكن القضاء على المرض ونحن لم نعترف بعد بالقصور، لا يمكن أن نحد منه ونحن ما زلنا نكابر ونقول إن التحوطات في أعلى المستويات، المرض لن نوقف انتشاره ورعبه، ونحن كل ما نتخذه من احترازات لا يتجاوز التوعية التقليدية مع كل فيروس موسمي، كالتشديد على ضرورة تكرار غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو الحث على استخدام المناديل عند العطس، أو عدم مخالطة المصابين بالمرض، فهي احترازات بدائية وتعود للعصر الحجري وقد حفظناها عن ظهر قلب وسئمنا تكرارها. نريد تدابير فعالة وقادرة على وقف انتشار الفيروس الذي أرعبنا وأقض مضاجعنا منذ تموز (يوليو) 2012، فمتى تفعلون يا مسؤولي وزارة الصحة؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي