الذين شابوا
متلازمة الحياة والموت، تتقاطع مع محطات العمر: طفولة وشبابا وكهولة ومشيبا. وكما قال الحق عز وجل "لكل أجل كتاب". وعندما تدلف إلى المساجد التي تشهد صلاة الجنائز، يصدف أن تصلي في وقت واحد على أطفال ونساء ورجال شبابا وكهولا ومعمرين. ولكن الناس غالبا، لا يتصورون أن يسبقهم إلى الموت من هو أصغر منهم في السن.
الحقيقة أن هناك مفاهيم كثيرة، تختلط على الإنسان في مجتمعنا، فيما يتعلق بالمراحل العمرية، لا تقتصر على مسألة الموت والحياة. ومن ذلك قضية صراع الأجيال. إذ إن البعض يتخيل أن صراع الأجيال مرتبط بجيل الآباء والأجداد السابقين، حيث كانت تطغى الأمية أو نقص التعليم.
لكن الحقيقة أن صراع الأجيال متلازم مع كل جيل. وهذا الصراع تحكمه آفاق المجتمع، وفورة الشباب، وتراجع وانحسار هذه الفورة مع التقدم في السن.
وترتبط بهذه المسألة، مظاهر يكون من نتائجها قلق الآباء والأمهات الدائم، على أبنائهم وبناتهم. وما ينتج عنه من تصرفات بعضها يرقى إلى الإيذاء من شدة الخوف والحرص.
وفي المقابل، فإن المراهقين والمراهقات، يجدون في هذا الحرص، نوعا من التسلط وسعيا لإلغاء الشخصية، وفرض رؤية جيل محافظ، تجاه خيارات جيل جديد يتطلع إلى أن يكون "مستقلا" بزعمه، ويضيق بالأسئلة والتوجيهات ومحاولة كبح جماح هذه الفورة، وما يصاحبها من نتائج غير حميدة مثل: التشرد من التعليم، إدمان المخدرات، الهروب من المنزل... إلخ.
ولا شك أن صراع الأجيال ظاهرة كونية، تضيق وتتسع، مع وجود الوعي والحوار والنقاش.
وهذه المسألة، أحيانا تكون عرضة لهزات كبرى، خاصة أن القدوة لم تعد تقتصر على المحيط الضيق، بل إن الظواهر الشبابية العالمية أصبحت تتسلل إلى عقول ومظاهر الجيل الجديد.
قال لي أب في لحظة صدق: أشعر أن ابني يكرهني.
فأجبته بما سبق.