خديعة "الأزلاميون"

“الجهاديون الهنود.. متمكنون يدعمون الدواعش على الإنترنت” كان هذا هو عنوان التقرير الثري والمميز الذي نشرته “الاقتصادية” أمس من بيروت.
قبل بضعة أيام، قال صديق أثناء حوار عن الغلو والتطرف : إن الجهاديين حاليا أصبحوا ظاهرة خطيرة.
قلت للرجل عاتبا: بداية دعنا نتفق على أن هؤلاء الرعاع، لا يمكن تسميتهم جهاديين. بل لا يسوغ اعتبارهم إسلاميين، والأليق بهم أن نعتبرهم “أزلاميون” باعتبار أن ما يقومون بتسويقه من فكر دموي من غير اللائق إلصاقه بالإسلام. بل بأزلام تتوكأ على اجتراء وتغول على نصوص الدين وتوظيف سيئ لهذه النصوص.
إن إعادة بناء الصورة الحقيقية الفجة لتيارات التكفير والخوارج، تتطلب أن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية.
إن اعتبار “الأزلاميون” الذين يكفرون المجتمعات، إسلاميين، ينطوي على سلوك يسهم في إسباغ مزيد من التشويش على أذهان الأجيال الجديدة. فالتسمية والشكل إضافة إلى امتناع بعض أهل العلم حتى عن وصفهم بالخوارج، ينطوي على خيانة للمجتمعات المسلمة والأقليات التي تعيش في الغرب، وتدفع ثمنا فادحا لتجاوزات “الأزلاميون” الدواعش وأمثالهم ممن يعشقون إهراق الدماء وإزهاق الأرواح وإحياء نقيصة الرق وقد كان الإسلام أول دين يفتح الآفاق لتحرير العبيد والجواري، ويضيق الطرق نحو الرق والسبي. ولكنه عمى القلوب.
إن غرائز القتل، التي أصبحت ملازمة لتيارات “الأزلاميون” التي تزعم أنها تحتكر الحقيقة، وتوزع صكوك الإيمان والكفر، وتقول إن من ليس مع “الأزلاميون” فإنه كافر، هذه الممارسات لا يمكن اعتبار من يمارسها يمثل الدين بسماحته.
دعك من نصوص الحرق والقتل البشع التي يجتزئونها من هنا وهناك. فرسول الرحمة - صلى الله عليه وسلم - جاء ليتمم مكارم الأخلاق. والدين في جوهره يقوم على المعاملة الحسنة بين أبناء الملة الواحدة، وسواهم من الطوائف والملل الذين يرتبطون بعهود ومواثيق.
أما “الأزلاميون” فهم يتوسلون بالدين لإشباع غرائز القتل والبطش؛ وهم لا يستطيعون تنفيذ ذلك إلا بالتستر بالدين. هؤلاء “الأزلاميون” لا يليق ربطهم بالإسلام ولا بالجهاد. فالمؤمن لا يخون العهد ولا يخلع البيعة ولا يفرط في تكفير كل ما سواه.
المسلم الحقيقي هو أنت وأنا وكل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، ويؤدي واجباته الدينية - صلاة وصياما وزكاة وحجا، ويحقق مقتضى التوحيد لله بالعبادة - ويؤمن بأن رحمة الله وسعت كل شيء. وهذا ما تجاوزه “الأزلاميون” فضاعوا وأضاعوا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي