رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


كيف نطور السياحة الداخلية؟

الصور التي طالعتنا بها الصحف المحلية خلال الأيام الماضية حول زيارة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، لمدائن صالح؛ جددت فكرة قديمة لديّ ألا وهي زيارة هذا التراث التاريخي الذي لا يبعد عني سوى مئات الكيلو مترات.
في كل مرة أفكر فيها زيارة مدائن صالح التاريخية يُولد لديّ عديد من التساؤلات، ما أقرب مطار للمدائن؟ وما المدينة الأقرب لها؟ وماذا عن جودة السكن والمواصلات؟ وهل توجد وسائل ترفيه بالقرب من المدائن؟ وفي خضم تلك التساؤلات تنام الفكرة مؤقتا حتى تصحو من جديد وتصطدم بالتساؤلات ذاتها.
أعتقد أن الكثير مثلي يعوقهم عن زيارة "مدائن صالح"، البنية التحتية من مواصلات وسكن، إضافة إلى عدم وجود وسائل ترفيه تهتم بالأسرة، وربما هي موجودة ومتوافرة ولكن لم يخبرنا عنها أحد.
لا يقتصر الأمر على مدائن صالح فقط، ففي السعودية الكثير من التراث والآثار القادرة على جذب السائح سواء المحلي أو الأجنبي، ولكننا لم نحسن في جذبه ولم نخبره عنها ولم نغره من خلال التسويق والدعاية لزيارتها، ويتحمّل الإعلام سواء المقروء أو المرئي جزءا كبيرا من هذه المسؤولية.
أذكر وأنا طفل أن التلفزيون السعودي كان يعرض برنامجا لافتا إن لم تخني الذاكرة كان يدعى "ربوع بلادي"، هذا البرنامج كان يسلط الضوء على السياحة الداخلية ويخبر الناس عنها، وفي كل حلقة كان يقدم لنا تفاصيل دقيقة عن كل منطقة سياحية أو تراثية، ولا أعلم هل توقف البرنامج أم ما زال يعرض وغاب عنا بعد هجرنا - كسعوديين - القنوات الحكومية؟
مثل هذا البرنامج نحتاج إليه اليوم بعد تطويره وعرضه في أكثر من قناة تملك كثافة من المشاهدين، فالقطاع السياحي رافد مهم لاقتصاد البلد، ودول كثيرة تعتمد عليه اعتمادا كليا في اقتصادها، ويجب علينا استغلاله والاستفادة منه.
أيضا هناك قصور في الاستثمار في القطاع السياحي، فالسعودية لا ينقصها شيء لتكون دولة سياحية من الدرجة الأولى، فالبيئة في البلد متنوعة؛ فهناك السواحل والجبال والصحارى والغابات والجزر، وهي عوامل جذب سياحي كبيرة يتمناها أي بلد، ولكننا - مع الأسف - لم نستغلها ولم نشجع القطاع الخاص للاستثمار فيها وجذب السائح المحلي إليها أولا وتوفير مليارات الريالات المهاجرة بحثا عن السياحة الخارجية.
رأس المال "جبان" ويحتاج إلى التشجيع والدعم ودفعه بطمأنينة للاستثمار في القطاع السياحي، وهذا الأمر لن يحدث ما لم تبادر الحكومة إلى الاستثمار في القطاع، وتهيئة البنية التحتية الملائمة من نقل ومواصلات، إضافة إلى الاستثمار في القطاعين الفندقي والترفيهي، وهي مسؤولية الصناديق السيادية السعودية كصندوق الاستثمار و"معاشات التقاعد" و"التأمينات الاجتماعية"، فهل تبادر ليلحق بها القطاع الخاص؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي