المثالية المرورية
الدراسة التي نوه عنها الزميل طلال الصياح في "الاقتصادية" أمس مهمة، وأنا هنا سأختصرها لكم في سطرين على طريقتي. محصلة الدراسة تقول، إنك إذا كنت تمارس قيادة سيارتك بطريقة مثالية، وتلتزم بقواعد المرور في تحديد السرعة، فإن استهلاكك للطاقة سوف ينخفض إلى نحو 20 في المائة. المطلوب فقط أن تسير وفقا للسرعة المحددة. هل هذا المطلب عسير؟
أجرى الدراسة فريق النقل في المركز السعودي لكفاءة الطاقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وتزامن نشر الدراسة مع انطلاق حملة "بكيفك" التي يتبناها المركز وتهدف إلى جملة أمور منها: توعية الناس بسلوكيات القيادة المساعدة على خفض استهلاك الوقود.
وعلى مدى أربعة أسابيع وعبر 24 مدينة في المملكة يفترض أن تخاطب الحملة شرائح المجتمع بجملة رسائل حول ترشيد الطاقة. وأنا هنا أنحاز إلى رسائل الانضباط المروري، التي تضع حقائق اقتصادية مهمة. ذلك أن تخفيض السرعة، لا يحقق وفرا اقتصاديا للإنسان، بل إنه يخفض أيضا الهدر في الأرواح والممتلكات، بسبب الحوادث المرورية التي تمثل نزيفا يوميا لا يمكن السكوت عليه.
وكنت تمنيت في مقالة السبت الماضي أن يتم التعامل مع حوادث المرور التي تفضي إلى الموت أو الإصابات باعتبارها جرائم تستحق الدراسة من المرصد الوطني لمكافحة الجريمة الذي دشنه الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد وزير الداخلية الخميس الماضي.
إننا نشهد يوميا مخالفات مرورية تدل على اللامبالاة والاستهتار، وهذا يتطلب صرامة مرورية مع المخالفين. إن معظم الناس لا يرتكبون المخالفات عن جهل، وبالتالي فإن رسائل التوعية قد لا تحقق النتائج المأمولة. ومن هنا فإن من الضروري تكثيف الوجود المروري البشري والإلكتروني، حتى تختفي هذه التجاوزات القاتلة.