رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الشقيقة الكبرى مصر

هل الدعم السعودي لمصر مرتبط بشخص أو حزب ليتوقف أو يستمر بحسب الحاكم في مصر، أم هو دعم للدولة التي تراها السعودية عمقا استراتيجيا لها وصمام أمان للأمة العربية؟ وللإجابة عن السؤال نحتاج إلى عودة للتاريخ.
بعد هزيمة 67 عقدت القمة العربية في الخرطوم التي سميت بقمة "اللاءات الثلاث"، غادر الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى السودان لحضور القمة، وفي الطائرة المقلة له أفصح لأنور السادات عن مخاوفه من شماتة السعوديين به بفعل الهزيمة في الحرب، خاصة أنه قد ناصبهم العداء.
يقول أنور السادات في مذكراته "قدمنا للخرطوم وعبدالناصر يتوقع أن يتلقى شماتة سعودية بعد الهزيمة، ولكن المفاجأة التي لم يتوقعها الزعيم المصري أن من كان يتخوف من شماتته ألا وهو الملك فيصل ــ رحمه الله ــ كان من أكثر الداعمين لمصر والمتبرعين لها بدعم اقتصادها وترميم جيشها بعد الهزيمة".
ووفق مذكرات أنور السادات عاد جمال لمصر وهو يشعر بالندم على العداء الذي ناصبه للسعودية في فترة سابقة، وكان يريد أن يعدل ما حدث بينه وبين المسؤولين السعوديين بعد أن استشعر عروبتهم وحرصهم التام على مصر وشعبها ولكن القدر لم يسعفه".
أمن مصر واستقرارها بالنسبة للسعودية خط أحمر لا يُقبل النقاش فيه، فالمسؤولون في السعودية وعلى مدى التاريخ لديهم يقين أن في استقرار مصر استقرارا لبلادهم، ولديهم إيمان تام بأن في قوة مصر قوة لبلادهم ورفعة وعزة للعرب والمسلمين، وبالتالي فهم لا يهتمون بمن يحكم مصر، ويدعمون مصر من أجل مصر لا من أجل شخص أو حزب.
هي ــ أي السعودية ــ على مدى التاريخ ومهما كانت علاقتها مع من يحكم مصر جيدة أو لا، فهي لا تتوقف عن الدعم ولا تتدخل في الشأن الداخلي المصري ولكنها لا تتوانى عن تقديم كل دعم أو مشورة تحفظ لمصر الدولة والشعب أمنها وتسهم في استقرارها.
العلاقة بين مصر والسعودية علاقة تاريخية وراسخة كرسوخ جبال السروات، وأي محاولة لزرع الفتنة بين الدولتين مصيرها الفشل، وأي مساع لإحداث خلاف بين الدولتين لن يجدي ولن يحدث، وهو ما أكده الاتصال الهاتفي بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي