اللقب بعد شهر
أعتقد أن مباريات المرحلة الرابعة عشرة من الدوري السعودي، التي تنطلق اليوم في مختلف مدن البلاد، هي أخطر المراحل للفرق الباحثة عن اللقب، بعد توقف دام شهرا، امتصت فيه حماسة الفرق المندفعة للأمام مثل النصر والأهلي، وخبت قليلا جذوة المنافسة بالتقادم.
شخصيا، أرى أن الأهلي هذا العام أقرب إلى معانقة الحلم الغائب منذ ربع قرن ونيف، أكثر من أي وقت مضى، بعد أن توافرت له عوامل تفوق لم تكن في سنوات الجدب الماضية.
.. الأخضر الجداوي الكبير يملك أفضل مدرب في الدوري وأفضل رباعي أجنبي، بعد انضمام البرازيلي برونو ومواطنه الهداف الخطير أوزفالدو إلى المتألقين عبد الشافي والسومة، ولا أظن دورينا عرف آسيويا متفوقا كما هو السوري المثير عمر السومة. مشكلة الأهلي أن نَفَسه ضد الفرق الصغيرة لا يكون في الحالة ذاتها أمام الكبار، خاصة هذا الموسم، ولذلك لا يمكن لأحد تصنيف درجات الصعوبة المتوقعة في مباريات الأخضر المقبلة.
حتى يفوز أبناء القلعة باللقب، عليهم أن يحصدوا كل النقاط في طريقهم قبل مواجهة النصر المنافس في الجولة العشرين، وفي الطريق إلى ذلك سيكون الأهلي قد لعب مع الهلال الجريح والشباب المتحفز، وهاتان مرحلتان صعبتان جدا، فيما يواجه النصر صعوبة وحيدة بلقائه أمام الفتح في الأحساء، وهو الفريق المعروف بانتفاضاته أمام أصفر الرياض دائما.
على الجهة الأخرى، يتقدم النصر على الأهلي بخطوات، إن نجح في المحافظة عليها قبل قمة العشرين، وتجاوز القمة بنجاح فلن يمنعه عن الحفاظ على لقبه إلا الوقت فقط، وسيكون كل شيء محسوما تقريبا.
في النصر أعاد داسيلفا تنظيم الخط الخلفي جيدا، واقترب الفريق أكثر من ترابطه الدفاعي، كما كان في الموسم الماضي، وتبدو قائمة اللاعبين المحليين في قمة انسجامها، وأوج عطاءاتها، ولا أحد يمكنه التنبؤ بمستوى مهاجميه اللاتينيين المغمورين الجدد، ويكفيه أن يبرز أحدهما ليكمل الفريق مشواره بنجاح.
ثلاثة عوامل مهمة، ستسهم في حسم اللقب، الأول مواجهتا نجران والنصر، هجر والأهلي اليوم ستكونان مفتاحين مهمين في مشوارهما المقبل، أي تعثر من جانب أحد منهما، يعني أن الفوز باللقب سيحتاج إلى كثير من الجهد المضاعف، الثاني مقابلة الفريقين في كأس ولي العهد ومشوارهما التالي فيها، الفائز فيها سيقطع مشوارا طويلا في مسار الدوري مدعوما بعوامل نفسية تولدها تلك المباراة، ثالث العوامل هو الحظ. والحظ عامل مهم للغاية، قد تفقد عناصر مهمة في المشوار للإيقاف أو الإصابات، وقد تلعب جيدا وتمد الكرة لسانها بسخرية، ولا أحد يستطيع التحالف مع الحظ بلا عمل فالحظ يحب الشجعان.
هناك فريقان سيكونان مؤثران جدا في الدوري، وسيتبادلان الأدوار، الشباب لا يحب الأهلي ولن يسمح له بالعبور من بابه إلى الاقتراب من اللقب، والهلال لا يحب النصر وسيفعل الشيء ذاته، ما يخدم النصر أن مواجهته مع غريمه ستكون في الأسبوع قبل الأخير، ما يعني أن الحسم ربما يحدث قبلها ويحولها إلى مباراة للتاريخ فقط، بينما الأهلي سيلاقي غريمه الشباب في الرياض والمنافسة في أشدها.
خروج اللقب عن النصر والأهلي، سيحدث بنسبة ضعيفة للغاية، والمرشح لذلك الهلال فقط، متى ما استعاد الأزرق وهجه المنطفئ وخدمته نتائج الفرق الأخرى فسيتقدم الصفوف، وإن كنت أستبعد حدوث ذلك، ولكن الكرة لا تعترف بالأرقام في الملعب بل بالجهد.
.. وعلى ذكر الأرقام، الأهلي خسر عشر نقاط، في مقابل خمس لمنافسه الأصفر في الدور الأول، وأعتقد أن الأخضر سيخسر خمس نقاط جديدة قبل قمة العشرين، مقابل نقطتين جديدتين يخسرهما الأصفر قبل الموعد، ما يعني أن دورينا سيكون مشتعلا بين الرياض وجدة هذا العام، وربما تتحول البقية إلى المدرج.. يتفرجون فقط.