رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


عندما تجرم في حق الوطن

الحياد كلمة "مطاطة" ولها مفاهيم عدة لعل أكثر تداولا هو ألا تنحاز، وأن تكون على مسافة واحدة من الجميع، وألا تنتصر لأحد دون آخر، وهو في إطاره العام والشامل مفهوم جيد ومقبول ولكن تعميمه يتعارض مع طبيعة النفس البشرية التي تميل للتحيز أحيانا.
مثلا لو أن خطرا وقع داخل منزلك وهدد حياتك وحياة أسرتك هل ستقف في موقف الحياد ولن تنحاز لنفسك ولعائلتك؟ وهل ستقف على مسافة واحدة بين عائلتك ومن يريد أن يوقع بها مكروه؟ بالطبع لا.. فنفسك البشرية سترغمك على التحيز لعائلتك وستنتصر لها وستدافع عنها ولن تقف موقف الحياد.
وبنظرة أشمل.. أيضا هل ستقف موقف المحايد عندما يتعرض وطنك لخطر وتطوله الشرور من كل حدب وصوب، أم ستذود عنه وتكون درعا له؟ بالطبع المنطق يقول إن الدفاع عن الوطن هو أعلى درجات الحياد.
بزعمي أن الحياد هو ألا تحيد عن مبادئك وعن رغبة الرجل النبيل داخلك، الذي يحثك دوما على التحيز لنفسك ولوطنك ولأمتك، الحياد هو شعور داخلي يمليه عليك ضميرك ونفسك البشرية التي جبلت على الغيرة، وعدم قبول المساس بك أو بوطنك وأمتك. وإن وقفت موقف المتفرج في كل أمر يمس وطنك وأمتك ولم يتحرك "دمك" في تلك اللحظة، وتذود عنهما في كل خطر يحدق بهما أو أمر يمسهما، فأنت ترتكب جريمة في حق نفسك ووطنك وأمتك، واسمح لي أن أقول لك إنك في هذه الحالة مجرد "مومياء" مجوفة فارغة من كل إحساس.
من ضمن أكثر الإعلاميين السعوديين الذي يدافع عن وطنه بمقالاته أو في صفحته في "تويتر"، وغالبا ما يكون في مقدمة المبادرين للذود عن الوطن، والرد على كل أمر يمسه هو سلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط".
للدوسري كلام ما زال عالقا في ذهني رغم مرور قرابة عامين على كتابته، يقول سلمان في تغريدة تعود لتموز (يوليو) من 2013 "أمدح وطني ويشتمونني أفضل مليون مرة من أن أشتم وطني ويمدحونني".
تلك التغريدة رسالة لكل إعلامي ولكل مواطن أيضا، عندما يكون الأمر يمس الوطن فلا تقف على مسافة واحدة بين وطنك وبين من يمسه، بل ذد عنه ولا تبالي بالمتشدقين بالمهنية، ولا تنشد رضا أحد بل أرض "الرجل الشهم" داخلك، الذي حتما سيصفق لك عندما يراك تنحاز لقضايا وطنك وتدافع عنها رغم شتم الشاتمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي