منتخب .. وتدخلات
كل ما خسر المنتخب السعودي بطولة أو مباراة ما, تعالت أصوات تيار ينادي بكف التدخلات عن الأخضر, وتركه يسير بسلام في دروب المنافسات.
التدخلات تعني أن هناك من يسيّر الأمور في اتجاه مصالحه الشخصية, ويقصد بها شعبيا التدخل في شؤون مدربي المنتخب المتعاقبين على إدارته الفنية, وإملاء القرارات عليهم, وتعني أن التراتيبة الهيكيلة في إدارات الفريق الوطني ليست إلا حبرا على ورق.
.. على مستوى الأندية والمنتخبات استمعت إلى قصص كثيرة, قديمة وحديثة, بعضها ينفي التدخل والآخر يثبته. حدثني عن ذلك لاعبون وإداريون ومدربون. من موقعي كصحافي لا أستطيع أن أثبت أو أنفي, فليس من سمع كمن رأى. داعمو الإثبات, يطرحون مجموعة من الأسئلة, تثير الشك في نفوس المتابعين على غرار: تغير المدربون ولم تتغير القائمة؟ النصر والفتح يحققان الدوري ولا يضم منهما لاعبين اتفق متابعون على جودة عطاءاتهم الفنية؟ النصر يحقق الثنائية بلاعبين أجنبيين فقط والبقية محليين ولا يستدعى منه إلا ثلاثة لاعبين فقط؟, بعض الأندية الكبيرة تفاوض لاعبين احتياطيين في المنتخب بدلاء عن أساسيين في المنتخب نفسه ينتمون لها؟. فيما الرافضون للفكرة يشيرون إلى أن انتفاء الدليل هو دليل في حد ذاته, على غرار القاعدة الفقهية, وأن استمرار القائمة مع تعدد المدربين إثبات على جودة اللاعبين أنفسهم محل الخلاف في الفريق الوطني. ويستمر الجدل سرمديا بلا نهاية. .. متى ما تحدث أحدهم عن شبهة تدخلات في المنتخب الوطني الأخضر, انبرى الفريق الآخر ينادي بالإثبات أو العقاب, وهو بذلك لا يسلم من الشكوك والوقوع في شرك الشبهة, ولا أحد يستطيع أن يقدم إثباتا قاطعا يقنع الجميع, وسيظل كل ما يقال محل جدل, ما يحيل الأمر كله إلى قضية رأي عام تدور وتدور في الوسط ويدور في فلكها متهمون بلا دليل, واتهاميون مطلوبون للعقاب, وفي المسار الآخر يستمر الأخضر في نكساته فريسة بين هؤلاء وهؤلاء.
.. مهما بلغت قوة أي أحد ومصادره واستشهاداته, لن يستطيع تقديم الدليل القاطع على التدخلات, والأمَرُّ من ذلك, أن الفريق الآخر لن يكف عن اتهاماته فما العمل لإنقاذ أخضر تتنازعه تُهم الإثبات والنفي؟
أظن - وبعض الظنون تفتح نوافذ لحلول – أن هناك استفهامات تُركت بلا جواب مقنع, خلّفت ثغرات مرر منها داعمو التدخلات بعض حججهم, وأثاروا الشكوك, وحري بمسؤولي الرياضة أن ينتبهوا لها ويسدوها, وأظن أيضا - وليس كل ظن إثم – أن نفي تهم التدخلات بمجرد صدورها يثير الشكوك, وأجزم – وليس كل من جزم أصاب – أن الفريق الوطني السعودي يعاني إداريا, وأن نفوذ الأندية الكبيرة لا يحتاج بالضرورة إلى تدخلات مباشرة وواضحة, ويكتفى منه أحيانا بالبحث عن الرضا أو كف الأذى عن بعد. وحتى نقطع دابر كل ذلك, أجيبوا عن كل الاستفهامات بوضوح, وولوا أمر فريق البلاد لقوي أمين يستطيع مواجهة التهم ومصدريها ومستهدفيها, ويقتل الشك في تربته.