«عبدالله بن عبدالعزيز» .. قائد النهضة المستدامة

تسع سنوات حافلة بالمنجزات والمتغيرات التنموية التي تشهد على عصر ذهبي، حكم فيها خادم الحرمين الشريفين المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز. سنوات رخاء نقلت المملكة إلى مصاف أقوى الاقتصادات في العالم، رفعت المستوى التعليمي في البلد حتى أضحت المملكة واحدة من أكبر الدول الباحثة عن المعرفة عن طريق الابتعاث. وغير ذلك كثير مما لن تستوعب المقالات حصره من إنجازات خلال ما يقارب العقد من العهد الزاهر لملك الإنسانية.
إن المتمعن في الأحداث التنموية التي عاشها هذا البلد، يجدها تدل دلالة قاطعة على الفكر التنموي الباحث عن التنمية المستدامة للإنسان كعنصر أساس في تحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى المقومات الأخرى التي تسهم في تحقيق الاستدامة والاستقرار للأجيال الحالية والمقبلة. والأمثلة كثيرة ولا يمكن حصرها في توسعة الحرمين الشريفين لاستيعاب الإعداد للسنوات المقبلة، ابتعاث شباب وشابات الوطن لنقل المعرفة، ونشر الجامعات في مناطق المملكة كافة لتنشيط بؤر التنمية الحقيقة، الرعاية الصحية وتطوير الطاقة الاستيعابية لمجابهة الطلب الكبير على الخدمات المتقدمة، رعاية شباب الوطن وتهيئة كل ما من شأنه أن يحقق لهم السعادة والفائدة، تأصيل فكر المشاركة بالرأي والحوار من أجل البناء، تفعيل دور المرأة للمشاركة في تنمية الوطن بالرأي والعمل، تطوير مرافق وخدمات التعليم، والأمن، والقضاء بما يتناسب ومكانة هذا الشعب. وضع اللبنات الإصلاحية الحديثة ومحاربة الفساد وتعزيز النزاهة. كل هذا وغيره كثير مما قدم الملك عبدالله، لا يتسع المقام لذكره ولن نستطيع أن نحصيه كما يجب.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجزاه عنا خير الجزاء، وخالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي العهد، وولي ولي العهد وللأسرة المالكة الكريمة، ولأبناء الفقيد وبناته.
إن الاستقرار الذي تعيشه بلادنا ــ بحمد الله تعالى ــ من أكبر النعم، ودلالة أمنية على أن هذا البلد يسير وفق رؤى شاملة تسعى لتحقيق التنمية لأبناء وبنات هذا الوطن. وأن الاستقرار والرخاء الذي نشهده إنما هو بفضل الله تعالى، ثم بفضل قادة هذه البلاد الذين سخروا أنفسهم لتحقيق تطلعات الشعب، وإحاطته بالأمن الذي هو مطلب كل البشر.
الانتقال السلس للسُلطة والتوافق الكبير بين قادة هذه البلاد من أكبر محفزات التنمية الشاملة التي نبحث عنها جميعا. لن تتأثر الأسواق أو المصالح العامة، بل الحرص الشديد على أن تستمر وفق ما رُسم لها من أجل استمرار تنمية شاملة ومستدامة، كل هذا يعطي انطباعات اقتصادية أن البلد يوفر الأمان الاستثماري للأجيال المقبلة.
وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رجل الحكمة والمعرفة. ووفق الله ولي العهد الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز ذا الخُلق الرفيع، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن نايف، الذي استقى من مدرسة والده ــ رحمه الله ــ ونذر نفسه لحماية هذا الوطن والذود عنه. وحفظ الله وطننا على مر الأزمان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي